السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي تبلغ حوالي عشرين عاما، وهي حافظة للقرآن ومعلمة له، وقد تقدم لها شاب صالح يحافظ على الصلاة، وذو أخلاق طيبة.
لكن في بيت هذا الشاب يوجد اختلاط بين الرجال والنساء؛ يدخل الرجل إلى المطبخ فيرى زوجة أخيه، وفي الاجتماعات العائلية يجلس الرجال والنساء في نفس الغرفة دون ساتر، حيث تكون النساء مكشوفات الوجه، وهذا الاختلاط عادة شائعة في منطقتنا، ولا ينظر إليه على أنه أمر غير لائق.
السؤال هو: هل نوافق على قبول هذا الشاب للزواج من أختي، أم نرفضه بسبب هذا الاختلاط؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لابنتنا الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يهدينا جميعا إلى ما يحب ربنا ويرضاه.
لا شك أن هذا الشاب الصالح -الذي يحافظ على الصلاة وأخلاقه طيبة- مما ينبغي ألا نفرط فيه، والكمال محال، خاصة إذا نظرنا إلى أسرة الإنسان، فإنه قد يصعب أن نجد إنسانا مميزا وصاحب دين، وكل الأسرة كذلك، ولا ذنب له في ما يحصل من أهله.
وأعتقد أن ابنتنا الحافظة لكتاب الله، المعلمة له، بحول الله وقوته، مع زوجها الصالح المحافظ على الصلاة، صاحب الأخلاق الطيبة، يمكن أن يغيروا، ويصلحوا، ويوجهوا، ويؤثروا على هذا البيت. ولذلك نحن نتمنى دائما من الطيبين والطيبات أن يكون لهم دور في الإصلاح، وأن يجتهدوا في من حولهم في دعوتهم وهداية من الله تبارك وتعالى.
وعليه: إذا كان الشاب مناسبا، ووجدت في نفسها الميل إليه، ووجد الميل المشترك والقبول والارتياح والانشراح، فأرى أن يكملوا هذه الزيجة، يكملوا مشروع الزواج، وبعد ذلك يختاروا الوضع الذي يمكن أن يؤثروا به، ومن المهم أن يحفظ لها الخصوصية، ويحافظ على هذا الجانب، وإذا كانت مع الناس فهي بحاجة إلى أن تكون بحجابها وسترها الكامل، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
فالذي نميل إليه هو أن هذا الصالح والصالحة (المتدين والمتدينة) قادران بتوفيق الله -تبارك وتعالى- وبأسلوب دعوي على أن يؤثروا على هذا المجتمع ويضعوا الحدود، وعلى أقل تقدير أن يحافظوا هم على الحدود الشرعية بينهم وبين الآخرين، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا على تصحيح المفاهيم، وعلى القيام بأدوار في الإصلاح الأسري.
وإذا كان أهل القرآن وأهل الخير والصلاح لم يقوموا بدورهم، فكيف نرجو لأهلنا وأحبابنا الصلاح والخير؟ وكيف ننتظر تغيير العادات السالبة والتقاليد التي تصادم هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها؟ ومعلوم أن الناس إذا وجدوا امرأة ملتزمة محجبة، فإنهم أيضا يحافظون على الحدود التي بينهم وبينها، وهذا معروف في هذه المجتمعات رغم عدم الالتزام أحيانا.
والمرأة التي تتوسع في الكلام والضحك هي التي تفتح الأبواب، لكن الفتاة الملتزمة المنتقبة المحجبة الكل يحترمها، الطيب وغير الطيب يحترمها؛ لأن هذه هي أسرار الطاعة لله -تبارك وتعالى- لأنه: {ذلك أدنى أن يعرفن}، {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن} بأنهن العفيفات، الطيبات، الطاهرات، الخيرات {فلا يؤذين} فلا يطمع فيهن الفاسقون.
فنسأل الله أن يعينها، وأن يعين هذا الشاب على التأثير والتغيير والتصحيح، وأن يلهمهم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونكرر لكم الشكر على هذا الحرص.