والداي وخاطبي يرفضون التزامي الشرعي ويرونه تشدداً!

0 1

السؤال

أنا مخطوبة لشخص محترم ومن أسرة محترمة، خلال فترة خطبتي هداني الله إلى الالتزام بالصلاة وارتداء الخمار والالتزام بضوابط الخطبة، كان يشجعني خطيبي على الصلاة والخمار، لكن عندما أخبره بضوابط الخطبة لا يعجبه ذلك، كما أنه يستمع إلى الأغاني وأمور أخرى.

أخبرته أنني سأظل ملتزمة بهذه الضوابط في فترة الخطبة، لكنه يتهاون بكلامي أحيانا، وأحيانا أشعر أنه يتحمل ذلك فقط بسبب حبه لي، فلولا ذلك لتركني منذ زمن.

يرى والداي أن فترة الخطبة هي الوقت الوحيد الذي يمكنني أن أفعل فيه ما أريد، وأنها لن تتكرر، لكنني مصرة على أن أرضي الله، ويكفيني أنه هداني لذلك، نفسي تحدثني كثيرا أن أتركه، لأنني كنت أتمنى زوجا صالحا، لكنني أعلم أنه يحبني بشدة، ولا أستطيع اتخاذ القرار الصائب.

كما أن خاطبي وأهلي يعترضون اعتراضا تاما على إقامة زفاف يرضي الله، ويقول لي: "لا تكوني متشددة يا شيخة". أخبرتهم مرارا أنني لا أريد ذلك، لكن الحديث لا ينتهي إلا بالحزن والغضب في المنزل، وتأتي والدتي ببعض أقاربي ليخبروني أن أتساهل قليلا، وأنني لن أستطيع العيش بهذه الطريقة.

لقد تشتت عقلي، وليس لدي من يساعدني أو يوجهني، حتى والدي. أرجو الرد، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتنا الكريمة: نشكر لك تواصلك، وثقتك بإسلام ويب، وجوابا لك على السؤال نقول:

أولا: الحمد لله على هدايتك والتزامك بالصلاة والخمار، وكذا الالتزام بضوابط الخطبة، وأسأل الله لك الثبات على هذا الخير العميم.

‏ثانيا: إصرارك على الالتزام بضوابط الخطبة، وعدم التواصل مع خاطبك إلا للضرورة فيما يخص ترتيبات الزواج؛ هذا أمر صواب منك وإن خالفك والداك وخاطبك، فالصواب معك؛ لأن الخطبة إنما هي وعد بالزواج.

‏ثالثا: كونك تحدثين نفسك بترك خاطبك، وفسخ الخطبة لكون الخاطب يستمع إلى الأغاني، ويطلب منك التواصل أثناء الخطبة، فأرى -والله أعلم- أن هذا ليس عذرا لترك الخطبة، وليس مسوغا لذلك، ولا بد أن تتذكري أنه يحبك كثيرا، وأنه من أسرة محترمة، وبينكما وئام ومحبة، ورغبة في الحياة الزوجية السعيدة، وأما استماعه للأغاني فلعله يصلح بعد الزواج، فكثير من الأزواج يستقيمون بعد الزواج، ولا سيما أنه كان مهتما بنصحك، وتشجيعك على الصلاة، فأكملا مشواركما أسعدكما الله وتمم لكما الزواج.

رابعا: مسألة إقامة حفلة الزواج مصحوبة بالأغاني والموسيقى، هذا أمر لا يجوز شرعا، إلا إذا كانت الأغاني بالدف فقط، ولا يوجد موسيقى، فهذا جائز شرعا، أما الأغاني المصحوبة بالموسيقى فهي حرام، ولكن ما دام والداك وخاطبك مصرين على إقامة هذا الحفل المصحوب بالأغاني والموسيقى، ولم تستطيعي إقناعهم، بل إن مجرد مناقشة ذلك معهم يجر أحيانا الى الحزن والغضب في المنزل مع الوالدين والأسرة، بل تحاول والدتك الإتيان ببعض الأقارب والأرحام لإقناعك بإقامة الحفلة المصحوبة بالموسيقى والأغاني، فأرى -والله أعلم- أن تتنازلي لوالديك وخاطبك بهذا الأمر؛ لأن ذلك يدخل في باب المصالح والمفاسد، فإلغاء العرس مفسدة عظمى أشد من إقامته مع الموسيقى.

ويسعك فتوى جواز حضور العرس إذا كان مصحوبا بالموسيقى والغناء إذا كان الشخص الحاضر ينكر بقلبه، وهذا وجه عند الشافعية، والعلماء يفرقون بين السامع والمستمع، وفي واقع الحياة أحيانا يدخل الإنسان منا إلى مول تجاري، أو سوق تجاري، وفيه الموسيقى، فلا يستطيع أن يغير من هذا المنكر شيئا، ولا نستطيع أن نحرم عليه دخول هذا السوق لشراء بعض حاجاته، فيسعه أن يأخذ بقول الوجه الذي ذكرته عند علماء الشافعية، وكذا من يقول من أهل العلم بالتفريق بين السامع والمستمع المتعمد لسماع الأغاني، وبهذا لا تعارضين والدك وخاطبك في إقامة الحفل المصحوب بالغناء والموسيقى، وخاصة أنك العروس بخلاف إذا كان الإنسان مجرد مدعو لهذا العرس المصحوب بالأغاني، فبالإمكان عدم حضوره، ولا يعتبر عاصيا لوجود هذه المعصية بخلاف الأقارب والأسرة فبالإمكان الأخذ بما فصلته، ولا سيما أنك أنت العروس، وكما جاء في الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات ) متفق عليه.

وفي الأخير أسأل الله تعالى أن يتم الزواج على خير، وأن يسعدكما، وأن يصلح زوجك بعد الزواج.

مواد ذات صلة

الاستشارات