السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ شهرين تقريبا شعرت بضيق في صدري وصعوبة في التنفس، وعند السجود شعرت بما يشبه الغليان في منطقة الصدر، فرفعت رأسي، وفجأة بدأ أنفي بالنزيف من جهة واحدة، لكنه توقف بعد وقت قصير، وزال التعب.
وبعد فترة ليست بالطويلة كنت أبكي، وحينها بدأ أنفي بالنزيف مرة أخرى، وتوقف بعد فترة، ولكن تكرر نزيف الأنف بعدها أكثر من مرة، خاصة عند السجود؛ ليس في كل مرة، ولكن عندما أصلي وأنا أعاني من صداع أو قليل من الغثيان ينزف أنفي، فظننت أنه ضغط الدم، ولكن تكرر الأمر بدون صداع أو غثيان؛ فقط عند السجود أشعر بتنميل في الفم من الخارج وأسفل الأنف، وأشعر بما يشبه اللسعة أو التنميل داخل أنفي، ثم يبدأ أنفي بالنزيف، وأشعر أحيانا بسائل يسير في حلقي من خلف الأنف إلى الفم، وعند نزيف الأنف يصل الدم إلى الفم أحيانا كأنه سائل أو كتل لزجة.
أود أن أعرف ما إن كان للأمر علاقة بالبطن، أم بضغط الدم، أم بالأنف نفسه؛ إذ أشعر بالقلق، لأن هذا حدث فجأة ويتكرر في الأغلب عند السجود، وأنا أعاني من الأنيميا (فقر الدم)، ولكن من قبل حدوث هذا النزيف.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسملة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من خلال وصف الحالة، فإن تكرار نزيف الأنف من جهة واحدة في الغالب، وارتباطه بوضعيات معينة للجسم (خصوصا أثناء السجود)، مع وجود أعراض تسبق النزيف، مثل: التنميل حول الفم وأسفل الأنف، أو الإحساس باللسع أو الوخز داخل الأنف، إضافة إلى نزول دم أو سائل إلى الحلق من الخلف؛ يجعلنا نرجح أن يكون السبب موضعيا داخل الأنف أو خلفه، أكثر من كونه سببا عاما في الجسم.
هذا النوع من النزيف المتكرر، خاصة إذا كان أحادي الجهة، ويتكرر مع تغير الوضعية، يدفع الأطباء للتفكير في وجود مشكلة موضعية مثل:
• أوعية دموية هشة أو غير طبيعية.
• زوائد أو أورام حميدة (وفي حالات نادرة أورام خبيثة).
• التهابات مزمنة، أو نسيج ملتهب داخل الأنف أو البلعوم الأنفي.
بعض هذه الحالات قد لا تظهر بالفحص السطحي العادي للأنف، ولذلك تؤكد المراجع الطبية على أهمية منظار الأنف؛ لفحص المناطق العميقة، والتأكد من عدم وجود كتلة أو مصدر نزف خفي.
الإحساس بالوخز أو التنميل قبل النزيف، والشعور بسائل ينزل من الأنف إلى الحلق، يدعم فكرة أن مصدر النزف قد يكون من منطقة خلفية أو علوية داخل الأنف، وليس من الجزء الأمامي الظاهر فقط.
أما بخصوص ضغط الدم أو فقر الدم (الأنيميا): صحيح أن ارتفاع الضغط أو فقر الدم قد يساهمان في حدوث النزيف أو يزيدانه سوءا، لكنهما نادرا ما يكونان السبب الوحيد لنزيف أنف متكرر من جهة واحدة، مرتبط بوضعية معينة للجسم، وبدون وجود ارتفاع شديد ومستمر في الضغط، أو أعراض عامة واضحة.
ارتباط النزيف بالسجود قد يكون بسبب زيادة الضغط الوريدي في الرأس في هذه الوضعية؛ مما يؤدي إلى انفجار وعاء دموي ضعيف، أو نزف من منطقة ملتهبة أو غنية بالأوعية، وبناء على ذلك، فإن الصورة العامة تشير إلى أن السبب الأرجح هو مشكلة موضعية داخل الأنف أو خلفه، وينصح بإجراء فحص أنف دقيق بالمنظار لدى طبيب أنف وأذن، وقد يلزم تصوير الأشعة (مثل الأشعة المقطعية أو الرنين) إذا رأى الطبيب ذلك ضروريا.
هذه الخطوات تهدف فقط إلى الاطمئنان وتشخيص السبب بدقة، وليس بالضرورة أن تعني وجود أمر خطير، فكثير من هذه الحالات تكون بسيطة وقابلة للعلاج بسهولة عند اكتشافها.
أطمئنك أن مراجعتك للطبيب في وقت مبكر هي خطوة حكيمة، وحرصك على الفهم والمتابعة دليل وعي.
أسأل الله أن يطمئن قلبك، ويكتب لك الشفاء والعافية.