السؤال
عقدت بعد خطبة دامت سنتين، وفي اليوم الثاني من العقد دخلت زوجتي في نوبة ذهانية؛ تضمنت هلاوس وضلالات ومحاولات انتحار، وانعدام الرغبة في أي شيء، عرفت بعدها أنها تعرضت لهذه النوبة مرتين قبل الخطوبة، وكنت أعلم أنها زارت طبيبا نفسيا لأسباب تتعلق بضغوط حياتية، لكنني لم أكن على علم بتشخيص النوبات الذهانية.
الطبيب يشخص أن ما مرت به في النوبة الأولى والثانية كان نوبة ذهانية حادة، نتيجة حزن مدفون لم يتخط، وبسبب اضطرابات شخصية مرت بها بعد وفاة والدها، مثل انعدام الثقة، والشعور بالخوف، والفقد والقلق، وغالبا ما تأتي هذه النوبات في شهر ذكرى وفاة والدها، وفي النوبة الثالثة -التي حدثت بعد عقد القران وفي نفس الشهر- فسر الطبيب أن لديها هشاشة نفسية ودماغية تجاه أي حدث حزين أو سعيد، مع عدم القدرة على التمييز بين توتر الحزن والفرح.
وبالتالي، أي حدث كبير -سواء كان حزينا أو سعيدا- قد يكون محفزا للنوبات في أي وقت من السنة، وعليه، كان توتر عقد القران سببا في تحفيز النوبة الذهانية.
الطبيب يقول: إنها حالة عابرة يمكن علاجها من خلال علاج تخطي الصدمة، والعلاج النفسي السلوكي المعرفي لمعالجة اضطرابات الشخصية، وذلك في رحلة علاج قد تستمر من 6 أشهر إلى سنتين، ومع ذلك، قد تتعرض لنوبات مماثلة بشكل مزمن، خصوصا في مناسبات مثل الزفاف، أو تغيير المسكن، أو السفر، أو الحمل والولادة.
سؤالي: ما رأيكم في هذا التشخيص؟ وهل يمكن أن يتطور الأمر إلى فصام؟ وهل التكرار مؤثر؟
أنا حزين عليها ومشفق جدا، وكلما فكرت في الانفصال أتذكر أنها يتيمة وليس لها من يرعاها بعد والدتها، وأشعر أنها مسؤوليتي الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وأن هذا قدر الله ورزقه لي، وأن كل ما حدث لم يكن عبثا، وأن علي أن أقبل الابتلاء كما هو.
عندما أفكر في الاستمرار، أجد أن ذلك تضحية بنفسي وبسعادتي، حيث سأعيش فقط من أجلها، وأنا خائف ومترقب وبائس، ومعرض للإصابة بأمراض نفسية، ومتوجس من فكرة الإنجاب وكيفية تربية الأطفال في ظل هذه الظروف.
ماذا ترون؟ أنا في حيرة وتخبط شديد، ولا أستطيع أن أتخذ قرارا.


