أشعر بمراقبة الناس وتجسسهم علي، فكيف أتعامل مع الفكرة؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود استشارتكم في أمر أصبح يسبب لي قلقا شديدا في حياتي اليومية.

في الفترة الأخيرة بدأت تراودني مشاعر مزعجة بأن بعض الناس قد يراقبونني أو يتجسسون علي أو يتابعون تصرفاتي، مع أنني لا أملك دليلا واضحا على ذلك.

هذه الأفكار تجعلني متوترا وتؤثر على تركيزي وثقتي بنفسي، وقد أصبحت أشعر بالحذر في مواقف عادية لا تستدعي ذلك.

أحرص على ديني وأسعى إلى تحسين نفسي، ولا أريد أن أقع في الظنون أو أن أظلم أحدا، وفي الوقت نفسه أخشى أن يكون ما أشعر به مشكلة تحتاج إلى توجيه أو علاج.

أود أن أعرف كيف يمكنني التعامل مع هذه الأفكار؟ وهل هي من الوساوس أو مجرد خوف زائد؟ وكيف أميز بين التفكير الطبيعي وبين ما قد يحتاج إلى استشارة مختص.؟

أرجو منكم الإرشاد والنصح بما يعينني على الاطمئنان وتصحيح مسار تفكيري، حتى أتمكن من عيش حياتي بشكل طبيعي دون قلق زائد.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Somone حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وأحمد الله تعالى على حرصك على دينك، وأنك تحاول دوما تحسين نفسك، فبارك الله بك وأرشدك إلى طريق الصواب.

نعم -أخي الفاضل- ربما يبتلى الإنسان أحيانا بمثل هذه المشاعر التي ذكرتها، وهو شعور أن هناك من يراقبك، أي أن الناس يراقبونك، أو يتجسسون عليك، أو يتابعون تصرفاتك، هذه الأفكار إن زادت عن الحد الطبيعي فمن المفيد قطعا استشارة الطبيب النفسي.

كيف نعرف هل هي طبيعية أو غير طبيعية؟ هناك عدة أمور:
أولا: إذا كانت هذه الأفكار شديدة جدا بحيث لا تستطيع أن تصرفها بالرغم من عدم وجود دليل على قيام الناس بهذه التصرفات تجاهك.

ثانيا: إذا بدأت هذه الأفكار تؤثر على حياتك، ويبدو أن هذا قد حصل الآن؛ حيث أصبحت تشعر بالحذر في مواقف عادية لا تستدعي ردة الفعل هذه؛ فهذا ربما مؤشر على أن هذه الأفكار التي نسميها (أفكارا زورية)، أي أن الإنسان يشعر أن هناك من يراقبه أو يريد أن يؤذيه، فإذا شعرت أن هذه الأفكار شديدة وبدأت تؤثر على حياتك وعلاقاتك بالآخرين؛ فليس هناك من ضرر في استشارة الطبيب النفسي، وكما يقال: (ما خاب من استشار)، لذلك أعد النظر في هذه الأفكار إلى أي درجة أنت مقتنع بها، ومن ثم قرر هل تستشير الطبيب النفسي أم لا.

الخبر الجيد فيما ورد في سؤالك -أخي الفاضل- أنك ما زلت مستبصرا بطبيعة هذه الأفكار؛ لأن غالبية من يصاب بالشكل المرضي لهذه الأفكار يفقد البصيرة، بمعنى أنه يشعر بأنه على يقين من هذه الأفكار التي لا يمكن أن تزحزح أو تضعف، ولا يدرك أنه مريض أو أنه مصاب بهذه الأفكار، وإنما يكون على قناعة بأن الناس يتآمرون عليه، فواضح من سؤالك أنك ما زلت مستبصرا، واعيا مدركا لوضعك ولطبيعة هذه الأفكار.

أرجو أن تفكر في الأمر، وكما ذكرت لك، ليس هناك ما يضر من استشارة الطبيب النفسي؛ ليؤكد مرضية هذه الأفكار أو أنها خفيفة طبيعية، وبالتالي يشرح لك ما هو مطلوب منك بناء على نتيجة تقييمه لحالتك النفسية.

أدعو الله تعالى لك بالحفظ وتمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات