أشعر بالألم والقهر بسبب زوجي وخيانته لي!

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أتعس إنسانة في الكون كله! أحمل على ظهري جبلا من الهموم، وأشعر أني تعيسة ومحطمة، ولا أعرف ماذا أفعل!

أنا إنسانة ملتزمة دينيا، عشت أكثر من عشرين سنة في صراع نفسي مع زوجي، واكتشفت مؤخرا خيانته لي، وأولادي كبار، وأنا متعبة من مسؤولياتهم، ومتعبة من مشاكلهم، أشعر أني لست أنا، لدرجة أني أشعر بالقهر في صدري وبضيق لا يعلم به إلا رب العالمين.

كل يوم أبكي، وأدعو على زوجي في كل دمعة تنزل مني، وفي كل قهر وضيق أشعر به، أدعو عليه بأن يقهره الله كما يقهرني، زوجي عاش حياته في فرح وسفر وخيانة، وأنا في المقابل محطمة يائسة من الحياة، مشتتة، لا أعرف أن أفعل شيئا! ولا أستطيع أن أكلم أي إنسان أو أشتكي؛ فليس لي إلا رب العالمين أشتكي إليه.

اسمحوا لي على كلامي المتخبط، لكني أشعر بتعب نفسي، ولا أستطيع أن أرتب الكلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ واحة الإيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الأخت الكريمة، إن كلماتك تعبر عن ألم عميق وصدمة نفسية تراكمت عبر سنوات طويلة من الصبر والاجتهاد في حياتك الزوجية وتربية أبنائك، ولا عجب أن تشعري بالقهر والضيق بعد اكتشاف خيانة زوجك؛ فالخيانة تهز كيان المرأة وتترك أثرا كبيرا في القلب، ومشاعرك التي وصفتها تعتبر طبيعية ولا تعني ضعفا، بل هي رد فعل إنساني على ما مررت به، خاصة مع تراكم المسؤوليات وضغط مشكلات الأبناء.

ونوصيك أولا: أن تلجئي إلى الله تعالى، فهو القريب يسمع شكواك ويجبر كسرك، وقد وعد سبحانه بأن يستجيب لدعوة المظلوم، وعليك أن تهدئي في هذه المرحلة، وأن تؤجلي اتخاذ أي قرار كبير حتى تستعيدي شيئا من توازنك، فالقرارات في لحظة الألم كثيرا ما تكون متأثرة بالعاطفة، املئي قلبك بالذكر والصلاة، واقرئي ما تيسر من القرآن؛ فإن هذا من أعظم ما يثبت النفس ويهون مصابها.

وفي الجانب النفسي، من المهم أن تمنحي نفسك فرصة للتعافي، وأن تبحثي عن دعم مهني متخصص عند الحاجة، وقد يكون من النافع جدا مراجعة اختصاصية نفسية تساعدك على التعامل مع الصدمة وإعادة بناء قدرتك على اتخاذ القرار بهدوء، كما يمكن -إن رأيت مصلحة- اللجوء لاحقا إلى جلسة إرشاد أسري تجمعك أنت وزوجك مع مختص محايد يعين على فهم الأسباب ووضع مسار إصلاحي إن كان ذلك ممكنا.

أما زوجك، فشأنه يحتاج إلى نظر متأن بعد أن تهدأ نفسك؛ فقد تختارين المواجهة الهادئة، أو طلب الإصلاح، أو وضع حدود جديدة للعلاقة، وكل ذلك لا يكون إلا بعد استعادة قوتك النفسية.

واعلمي أن ما وقع منه لا ينقص من قيمتك ولا من صلاحك، فكل امرئ يحاسب على فعله، وأنت مأجورة -بإذن الله- على صبرك واحتسابك.

ولا تتعجبي إن نصحناك بمحاولة إصلاحه، بالدعاء، والنصيحة الموفقة المغلفة بالحكمة والأسلوب الحسن (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) فهو زوجك، وأبو عيالك، وصلاحه وهدايته تصب في مصلحة الأسرة أيضا، فلا تيأسي أختي الكريمة وكم من زوج كان هذا حاله، ثم صلح حاله وهداه الله!

نسأل الله أن يشرح صدرك، ويجبر قلبك، ويكتب لك الفرج القريب، وأن يصلح زوجك وأهلك، وأن يجعل لك من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا.

مواد ذات صلة

الاستشارات