كيف أتعامل مع صديقي الذي قاطعني ولا يريد مصالحتي؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي صديق أخطأ في حقي في موضوع تافه، وأنا لم أقم بمقاطعته، ولكن هو من قام بمقاطعتي وعدم التحدث إلي مطلقا، أو حتى النظر في وجهي، وعندما أذهب لأصالحه أو لأسلم عليه، يقوم ويتجاهلني ويذهب، أو يرد السلام بطريقة ليست جيدة.

فماذا أفعل بشأنه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكر لك ثقتك بطلب الاستشارة من موقع اسلام ويب، وحرصك على إصلاح ذات البين مع صديقك، وهذا الخلق من أعظم الأخلاق التي حث عليها الشرع، فقد قال النبي ﷺ: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين.

والذي يظهر من رسالتك -بارك الله فيك- أنك لم تخطئ في حق صاحبك، وأن الخلاف كان في أمر تافه، وأنه هو من بادر بالهجر والتجاهل دون مسوغ معتبر؛ ومع ذلك، فقد أحسنت حين سعيت إلى مصافحته وإزالة ما في نفسه، فهذه أخلاق الكرام، وقد قال ﷺ: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فكونك تبادره بالسلام، ولا تقابل إساءته بالإساءة، فهذا من حسن الخلق الذي تؤجر عليه -بإذن الله-.

أما تجاهله لك أو رده للسلام بطريقة غير طيبة؛ فهو تصرف يدل على ضيق في نفسه، أو سوء تقدير منه للموقف، وقد يكون في داخله شيء لم يستطع التعبير عنه؛ لذلك ننصحك أن تستمر في خلقك الحسن دون مبالغة تشعره بالضغط، وأن تكتفي بالسلام المعتاد دون محاولات متكررة من قبلك قد تزيد الموقف توترا، فإذا رد السلام فقد أديت ما عليك، وإن تجاهل فالأجر لك -بإذن الله-، ولا تكون آثما ما دمت أنت قد أديت حق المسلم عليك.

ومن الناحية العملية، من الحكمة أن تترك بينكما مدة يسيرة تهدأ فيها النفوس، ثم يمكنك اختيار وقت مناسب لمحادثته بهدوء إن رأيت أن هذا سينفع، أو تدخل وسيط خير بينكما لتفهم ملابسات الموضوع، أو ترك الأمر حتى يبادر هو عندما تهدأ نفسه، وتذكر أن بعض الناس قد تكون لديهم حساسية مفرطة من مواقف بسيطة، فيتضخم الأمر عندهم، والزمن قد يكون وحده كافيا لإصلاح ما فسد.

وختاما: لا تحمل نفسك فوق طاقتها، ولا تجعل خلافه يؤثر على صفاء قلبك أو عبادتك، ما دمت تسعى للسلام وتحرص على الصلح، فاعلم أن الله يرى نيتك ويجزيك خيرا، وقد قال تعالى: {فاصفح الصفح الجميل}.

نسأل الله أن يصلح ما بينكما، وأن يطهر القلوب من الشحناء، وأن يرزقك الحكمة والطمأنينة.

مواد ذات صلة

الاستشارات