كيف أضبط مواعيد نومي لأحافظ على صلاة الفجر، وأنجز واجباتي؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

غالبا ما أضبط المنبه لصلاة الفجر، لكني أغلقه دون وعي مني؛ بسبب النوم، جربت عدة طرق، لكن كثيرا ما يفوتني الفجر، حتى لو قررت أن أنام بعض الليل وأقوم بعضه، لا أفلح في ذلك، وأستيقظ بعد الشروق!

عندما أسهر الليل حتى طلوع الفجر، أنجز أعمالا كثيرة، كالمذاكرة، وطلب العلم، وغيره، وأيضا أضمن عدم فوات الصلاة، على الصعيد الآخر، قرأت أن ما عليه السلف هو نوم بعض الليل وقيام بعضه، وليس السهر، لكني أرتاح في هذه العادة، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب، وجوابا على سؤالك أقول الآتي:

أولا: الصلاة هي الركن العملي الأول في الإسلام، وهي عمود خيمته الذي لا قيام له بدونه، والصلاة أفضل الأعمال عند الله تعالى بعد التوحيد، وهي عمود الدين، وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، وهي أول ما يقوم من عمله، فإذا صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسدت سائر عمله، والمحافظة على الصلوات عموما دليل الإيمان، والتكاسل علامة الخذلان، وسبب لوعيد بالنار من العظيم الجبار، قال تعالى: (فويل للمصلين∗ الذين هم عن صلاتهم ساهون) (الماعون:4، 5).

ثانيا: صلاة الفجر واحدة من تلك الصلوات الواجبات، ولها فوائد وفضائل كثيرة، منها:
1. أن الله تعالى اختص صلاة الفجر بمزيد فضل، فهي صلاة مشهودة، قال تعالى: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) [الإسراء:78]، والمراد بها صلاة الفجر.
2. النور التام يوم القيامة لأهل صلاة الفجر.
3. حفظ الله لصاحبها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله) رواه مسلم، يعني في حفظه وحمايته.
4. شهادة الملائكة له عند الله؛ لأن الملائكة يتعاقبون في صلاة الفجر والعصر.
5. سبب لدخول الجنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى البردين دخل الجنة) متفق عليه، وغيرها من الفضائل والخصائص لصلاة الفجر.

ثالثا: لمعالجة تأخر الاستيقاظ هناك أسباب للاستيقاظ لصلاة الفجر، منها:
• صدق الرغبة، فإنما الأعمال بالنيات.
• ترك السهر، فإن النوم المبكر من أهم أسباب الاستيقاظ لصلاة الفجر.
• ترك الذنوب، خصوصا ذنوب الخلوات؛ فقد يحرم الإنسان الطاعة بسبب الذنوب.
• الحرص على أسباب الاستيقاظ، كالنوم على وضوء، وضبط المنبه، ووصية بعض الأهل أو الجيران والأصدقاء لإيقاظك.

رابعا: بالنسبة للسهر إلى الفجر بشكل معتاد فهو يتعب الإنسان، وبالتالي لا أنصح بالاستمرار في هذه العادة، ولو كان فيها قضاء حوائج كما ذكرت؛ فإن نوم الليل لا يعوض بنوم النهار، وقد بين الله الحكمة في ذلك، فقال تعالى: (وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا) (الفرقان:47).

وحتى من الناحية الصحية فإن السهر المستمر فيه أضرار، وقد ذكر الأطباء أضرارا للسهر، وأن هذه الأضرار تكون على ذاكرة الإنسان، والجهاز العظمي، وأنه سبب من أسباب الحوادث، وأنه سبب ضعف في التحصيل العلمي؛ ولذلك من أجل هذه الأمور أنصح بترك عادة السهر، والابتعاد عنها إلا نادرا، ولما دعت إليه الحاجة والضرورة.

أخيرا: -ابنتنا الكريمة-: أنصحك أن تعودي نفسك النوم مبكرا، وأن تبدئي يومك بالصلاة، فإنه عنوان الخير والنشاط، واستغلي أوقات النهار في تحصيل العلم والمذاكرة والأعمال النافعة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يوفقك للمحافظة على صلاة الفجر والصلاة عموما، وأن يرزقك العلم النافع والخير عموما، اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات