السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل أربع سنوات، عندما كان عمري 15 سنة، كان على إحدى أوراق الامتحان تذكير ديني، مكتوب فيه كلمة (رب) ويقصد بها الله تعالى، إحدى صديقاتي، بسبب الغضب على الامتحان، كادت أن ترمي الورقة وتدوسها، فقلت لها: إنه مكتوب فيها كلمة (رب)، فقالت بطريقة غير مبالية: (مكتوب (رب) وليس (الله)، ورمت الورقة.
أنا لا أذكر ماذا حدث! لكنني تجاوزت الموضوع، والأسبوع الماضي، تذكرته، وبدأت أشعر أنه يجب علي أن أذكر الفتاة بما فعلته، وإلا سأبقى كافرة بسبب إقراري لرمي اسم الله.
بدأت أبحث عن وسيلة للتواصل معها، ووجدت رقمها عند صديقتي بالفعل، لكنني خجلت من إرسال الرسالة عبر صديقتي؛ لأنها تبدو غريبة، هل هذا وسواس؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مكة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب، وجوابا على سؤالك أقول الآتي:
أولا: كلمة (رب)، سواء كانت غير مضافة أو كانت معرفة بالألف واللام (الرب)، لا تطلق إلا على الله تعالى، ومعناها: السيد المالك المتصرف، وإذا كانت مضافة، فيجوز إطلاقها على غير الله تعالى، ومثال ذلك: رب الكتاب، ورب الدار، أي صاحبهما، وفي القرآن الكريم: (ارجع إلى ربك) (يوسف: 50)، وقوله تعالى: (فيسقي ربه خمرا) (يوسف: 41)، أي سيده الملك، وبالتالي، ما كان ينبغي لهذه الفتاة أن ترمي كلمة (رب) وتدوسها بقدمها انفعالا بسبب الغضب؛ لأن هذه الكلمة اسم من أسماء الله، سواء كانت (الرب) أم (رب).
ثانيا: أما قولك بأنك تريدين تذكير هذه الفتاة ونصيحتها، وإلا ستبقين كافرة حسب كلامك في السؤال، فأقول: هذا الكلام غير صحيح، لأنك لم تقريها على هذا العمل، ثم على افتراض أنك سكت عنها، فلست بكافرة، ولا يجوز أن تحكمي على نفسك بأنك كافرة، فالكفر له شروط وموانع وضوابط، فلا تقلقي من هذا الأمر.
ثالثا: كون هذه القصة منذ أربع سنين، والاهتمام بها وإشغال البال بها، يخشى أن يكون فعلا صادرا عن وسوسة، فمهمتك ودورك قد انتهى منذ وقت إنكارك عليها في ذاك اليوم، ولا حاجة لك بالبحث عنها ولا مراسلتها.
رابعا: اهتمامك بهذه المسألة يدل على إيمانك بالله وتعظيم أسمائه تعالى، وخوفك منه سبحانه وتعالى، ولكن لا يحتاج الأمر إلى المبالغة بالتفكير في هذا الموقف، فيصير وسوسة.
وأسأل الله تعالى أن يبارك في عمرك، وأن يزيدك إيمانا وتعظيما لله تعالى.