السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أختي متزوجة ولديها ولد، وعمرها 25 سنة، وهي تعاني منذ أربعة أيام من صراخ بدون سبب، وهلوسة، وكلام سريع وغير مفهوم أحيانا، وقد عرضناها على أكثر من شيخ، وقالوا إن حالتها حالة نفسية، فأرجو منكم المساعدة، فهي الآن عندي في البيت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك -أخي الفاضل- في موقع استشارات إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لأختك الشفاء والعافية ولجميع المسلمين.
أيها الفاضل الكريم: رسالتك مختصرة لكنها مفيدة، وهذه الأخت -عافاها الله وشفاها- يظهر أنها تعاني من علة نفسية رئيسية، وجزى الله خيرا هذا الشيخ الذي نصحكم بأن هذه الحالة حالة نفسية، ولم ينسبها لأي أسباب أخرى.
سرعة الكلام، ووجود الهلاوس، وأن يكون الكلام مشتتا وغير مترابط وغير مفهوم، قد يدل في أغلب الأحيان على ما يعرف بالحالات الذهانية العقلية الحادة أو الحالات الهوسية، وهذه كلها تعالج طبيا، وتعالج بصورة ممتازة جدا.
هذه الأخت ربما يكون لديها أيضا اضطراب في النوم، وغالبا أنها لا تنام، ولذا أرجو أن تذهب بها إلى طبيب نفسي الآن، ولا تؤخر موضوع مقابلة الطبيب أبدا؛ لأن هذه الحالات إذا كان التدخل العلاجي مبكرا تستجيب بصورة ممتازة جدا، والحمد لله تعالى الآن توجد أدوية فاعلة جدا وممتازة، وهذه الأخت قد تحتاج لدواء أو دوائين فقط.
وأحب أن أطمئنك كذلك إلى أن الأطباء النفسيين -على اختلاف مستوياتهم وخبراتهم- لديهم وعي وإدراك كاملان بمثل هذه الحالات، فلا تتردد مطلقا في عرضها على الطبيب، والحمد لله تعالى فإن الطب النفسي في مصر متقدم بدرجة كبيرة، والأطباء المتخصصون فيه متوافرون بكثرة.
نرجو منك الذهاب بأختك إلى الطبيب، ثم إفادتنا مباشرة بما يراه الطبيب من تشخيص، وبما يصفه لها من أدوية، ومدة العلاج المقررة، وأي إجراءات أو إرشادات أخرى، حتى نتمكن -بإذن الله- من تقديم ما يلزم من توجيه ونصح.
كما أن هذه الأخت ستحتاج كذلك إلى إجراء فحوصات طبية عامة، وهي ما يعرف بالفحوصات الأولية الروتينية، وهي فحوصات بسيطة وغير مكلفة في الغالب، وعادة ما يطلبها الطبيب، أو قد يرى تأجيلها إلى وقت لاحق، وبعد بدء تناولها للأدوية يتوقع أن تتحسن حالتها وتهدأ كثيرا -إن شاء الله- وحينها يمكن إجراء الفحوصات اللازمة بحسب ما يراه الطبيب مناسبا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.