تخطيط الدماغ نفى نوبة الصرع..فما تشخيص هذه النوبات التي تحدث؟

0 0

السؤال

بداية الأعراض (منذ سنتين): فقدان مفاجئ للنطق (لسان مربوط)، استمر حوالي 10 أيام، تصوير دماغ (MRI/CT) كان طبيعيا، تمت الإحالة إلى طبيب نفسي دون تشخيص نفسي واضح، ووصف Paxera (Paroxetine) 10 mg وXanax، وبعد حوالي شهر تحسنت الحالة وعاد النطق بالكامل.

تطورت الأعراض لاحقا: بعد فترة حدثت نوبة شلل كامل للجسم، مع وعي كامل، استمرت حوالي 15 دقيقة دون القدرة على الحركة أو التفاعل، وتلا ذلك صداع شديد مزمن خلف الرأس يمتد إلى العين، نابض ومستمر ليلا ونهارا، يزداد مع الحركة وأحيانا مع إقياء وعدم القدرة على الحركة.

تم تقييم الأنف والأذن بأن هناك انحرافا بسيطا في الحاجز الأنفي (قيل إنه لا يفسر شدة الألم)، طبيب أعصاب شخص الحالة بأنها شقيقة مزمنة + صداع ارتدادي بسبب المسكنات، وتم إيقاف المسكنات وبدء Dideral 40 mg، فتحسن الصداع بشكل واضح.

حدثت أعراض جديدة بعد تحسن الصداع من نوبات متكررة تبدأ بألم خلف الرأس شديد لا يطاق، واضطراب شديد، وشرود ذهني، مع إحساس بخفة في الرأس، وعدم اتزان تستمر من 15 دقيقة إلى ساعة، وتزول تلقائيا، وخلال هذه النوبات فقط يحدث اضطراب شديد في المزاج، واكتئاب حاد، وعدم القدرة على التحكم بالمشاعر، أما خارج هذه النوبات، فالحالة النفسية طبيعية.

خلال هذه الفترة كانت المتابعة مستمرة مع طبيب نفسي، مع زيادة تدريجية لجرعات الأدوية النفسية، وحدوث انتكاسة بعد حوالي سنة من المعاناة: عودة نوبات شلل كامل، مع وعي كامل، وعدم القدرة على الحركة أو الإحساس بالجسم، وصعوبة في التفكير، أو إعطاء أوامر للجسم، ولاحقا تطورت النوبات إلى فقدان وعي وارتعاش يشبه نوبات الصرع.

تخطيط الدماغ أظهر زيادة في النشاط الكهربائي، وتم تشخيص الحالة كصرع ووصف Tegretol 200 mg، فتحسنت النوبات بشكل واضح، وطلب إيقاف الأدوية النفسية.

تواتر النوبات (معلومة مهمة): قبل علاج الصرع كانت النوبات الشديدة (ألم خلف الرأس شديد، فقدان وعي، ارتعاش، شلل)، تحدث بمعدل مرتين يوميا، وبعد بدء Tegretol انخفض تواتر النوبات بشكل ملحوظ لتصبح مرة واحدة تقريبا في الأسبوع، مع انخفاض الشدة، وغياب الارتعاش في أغلب النوبات، وأحيانا تقتصر النوبة على شلل، أو فقدان نطق أو شرود فقط.

تطور لاحق بعد العلاج: أصبحت النوبات أخف، وأحيانا يسبقها فقدان نطق وألم خلف الرأس، وأحيانا يحدث فقدان نطق دون نوبة، وحدثت مرة حالة تيبس في اليد اليسرى استمرت حوالي ساعتين، وبعد مراجعة الطوارئ: تم تخطيط دماغ، وكان طبيعيا، وقيل إن النوبات غير صرعية، وربما نفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ براءة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء التام.

استشارتك السابقة، والتي رقمها (2551230)، والتي أجاب عليها الأخ الدكتور مأمون مبيض تعتبر مهمة، ورسالتك الحاضرة الآن هي رسالة مفصلة جدا، كتبت بترتيب وتنظيم ووعي تام.

والذي أستطيع أن أستنتجه أن نوبات الشلل، ونوبات فقدان النطق هي نوع من (الأعراض التحولية)؛ بمعنى أنها ليست دليلا على وجود أي مرض عضوي، وإنما بعض الطاقات النفسية السلبية تحولت إلى أعراض عضوية في ظاهرها، والبعض يسميها (النوبات التحولية)، أو (النوبات الانشقاقية)، وفيما مضى كانت تسمى بـ (العصاب الهستيري)، وإن كنت لا أحبذ هذا المسمى أبدا.

طبعا الأمر تعقد بعض الشيء بعد أن ظهرت بعض التغيرات في رسم الدماغ، وبدأت في علاج (التجراتول)، ثم بعد ذلك حصل نفي تقريبا لنوبة الصرع العضوي بعد أن كان تخطيط الدماغ سليما.

فالذي أراه –أيتها الفاضلة الكريمة– هو أن تحرصي على علاج نفسك من خلال نمط حياة إيجابي؛ نمط حياة يقوم على مبدأ تنظيم الوقت، وأخذ قسط كاف من الراحة الليلية، بمعنى تجنب السهر أيضا من الأشياء المطلوبة، وتطبيق تمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس المتدرجة؛ فهي مفيدة جدا، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

وأنت –الحمد لله تعالى– معلمة وطالبة في حلقات تحفيظ القرآن، وهذا يعني أنك منخرطة في كثير من الحلقات، وحلق القرآن هذه لا شك أنها إضافة عظيمة في حياة الإنسان، فاحرصي على الاستمرار فيها، واسعي دائما نحو التطوير، واجعلي لك برنامجا لحفظ كتاب الله تعالى كاملا إن شاء الله تعالى، هذا كله يرتقي بصحتك النفسية، وستشعرين –بإذن الله– بارتياح كبير.

هنالك أمر مهم جدا، وهو ضرورة عدم الكتمان، والحرص دائما على التعبير عما في النفس؛ لأن النفس تحتقن كما تحتقن الأنف، وللنفس محابس لا بد أن نفتحها، إذا لم تفتح هذه المحابس؛ تظهر في شكل أعراض جسمية (عضوية)، فكوني حريصة جدا على التعبير عن ذاتك، هذه وسائل علاج ضرورية جدا.

وبالنسبة للعلاج الدوائي، فالحمد لله أنك تراجعين طبيبك النفسي، وأنا متأكد أنه مقتدر تماما على أن يصف لك الدواء الذي يناسبك، وبصفة عامة: مضادات القلق ومضادات الاكتئاب تعتبر مفيدة جدا في مثل هذه الحالات، حتى وإن لم يوجد أي عسر في المزاج، أو اضطراب فيه، أو مشاعر اكتئابية، إلا أن النوبات التحولية تستجيب كثيرا للعلاج الدوائي المتمثل في مضادات الاكتئاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات