تقدم لي شخص لا يعتني بنظافته الشخصية ويقصر في الصلاة!

0 0

السؤال

تقدم لخطبتي شخص تتوفر فيه أغلب المواصفات التي كنت أريدها، ولكن من اللقاء الثاني وجدت أن هناك مشكلة في نظافته الشخصية؛ إذ بعد خروجه من الحمام –أعزكم الله– لاحظت أنه يقضي حاجته واقفا، وأنا أهتم بالنظافة عامة، وبالنظافة الشخصية خاصة، فما الذي يجب علي فعله؟ هل أرفض الخطبة أم أتحدث معه في موضوع النظافة، وبالأخص موضوع قضاء الحاجة؟

وأيضا بالنسبة للصلاة، يقول إنه يحاول أن يواظب عليها، بينما أنا –بفضل الله– لا أترك فرضا، فهل أنظر في هذا الأمر أيضا أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أختي الفاضلة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أختي الكريمة: من أهم الصفات التي ينبغي أن تحرصي عليها عند قبول من يتقدم لخطبتك: الدين وحسن الخلق، فهاتان الصفتان تجمعان الخير كله؛ فصاحب الدين طاهر الظاهر والباطن، وصاحب الخلق الحسن حسن العشرة، جميل المعاملة، كريم المعروف.

وأي صفات تضعينها نصب عينيك لزوج المستقبل، ننصحك ألا تخلو –على وجه الأساس– من هاتين الصفتين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض)، ثم نذكرك أختنا الفاضلة بحدود وضوابط فترة الخطبة؛ فهي مجرد وعد بالزواج، ولا تزالين أجنبية عن هذا الشخص، والتعارف ينبغي أن يكون في إطار منضبط، دون تجاوز أو تماد، ويقتصر على الأمور الأساسية التي تحقق التوافق والتفاهم بين الزوجين، دون الخوض في أي عبارات عاطفية لا تكون إلا بين الأزواج.

أما بخصوص ما ذكرت من حال هذا الرجل وعدم تنزهه من البول، فالأصل الشرعي هو القعود؛ لأنه أسلم وأطهر، مع عدم تحريم قضاء الحاجة واقفا إذا أمن التلوث، إلا أن هذا السلوك يكشف لك جانبا من شخصية هذا الشاب، كما يكشف موقفه من المحافظة على الصلاة، وهذا أمر في غاية الأهمية لفهم شخصيته ومدى التوافق بينك وبينه، وهل هذه السلوكيات يمكن التعامل معها، أم أنها ستؤثر سلبا في حياتك الزوجية مستقبلا؟

أختي الكريمة: ما ذكرته من أن الطهارة بالنسبة لك أمر أساسي ومهم جدا في حياتك، فإذا كان شريك الحياة يرى هذا الأمر هامشيا وغير ذي أولوية، وكذلك شأن الصلاة والمحافظة عليها، مع كونك محافظة على الصلاة؛ فإن هذا كله يستوجب الوقوف عنده بتأن شديد قبل اتخاذ قرار الموافقة.

ولذلك ننصحك قبل اتخاذ القرار بما يلي:
أولا: الحوار الصريح والواضح حول هذه المواضيع؛ فلا يصح تجاوزها دون مناقشة جادة وفهم وجهة نظر الطرف الآخر؛ فالصلاة ليست أمرا هامشيا يتساهل فيه، والطهارة أمر مهم يشكل هاجسا في حياتك، وغيابها قد يسبب لك عدم الاستقرار، ونوعا من عدم التفاهم والتوافق؛ لذا فالحوار هنا ضرورة، والخروج بنتائج توافقية بين الطرفين أمر بالغ الأهمية.

ثانيا: لا بد من التفريق بين السلوك العارض والعادة المستمرة؛ فقد يكون هذا التصرف أمرا طارئا بسبب ظرف معين، ومعرفة دوافع هذه السلوكيات تعطيك مؤشرا قويا على طبيعة شخصية هذا الرجل.

ثالثا: هناك سلوكيات يمكن تغييرها أو تعديلها، ويمكن كشف صدق الشخص في ذلك من خلال توجهه العملي، ورغبته الجادة في إصلاح نفسه، وتغيير بيئته، أو اهتماماته اليومية، بما يدل على حسن سلوكه وتربيته لشخصيته بصورة تؤكد ما يسعى إلية.

رابعا: لا بأس أن تستشيري من تثقين به من المقربين من هذا الشاب من محارمه كأخته، أو عمته، وخالته لتعرفي طبيعة تعامله العفوي التي تكشف لك عن شخصيته وتعامله الحقيقي.

أما مجرد القول بأنه يسعي للمحافظة على الصلاة؛ فهو مجرد رغبة تحتاج لتثبت وتوثق قبل الزواج، من خلال التثبت والمعرفة لبيئة هذا الشاب، ومن يصاحبهم من الأصدقاء، وما يمارسه من اهتمامات.

وأخيرا: أختي الفاضلة: ننصحك بالاستخارة، والإكثار من الدعاء إلى الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وأن تجعلي معايير الدين والأخلاق في مقدمة ما تبحثين عنه، ثم بعد كل هذه الأسباب لا تستعجلي في هذا القرار المصيري والهام.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات