السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ فترة وأنا أدعو الله أن يجعل شخصا معينا من نصيبي في الحلال، وطلبت منه أنه إذا كان خيرا فليقربه، وإن كان شرا فليصرفه، وأن يصرف الدعاء به عن لساني (إن لم يكن لي فيه خير) وأدعو الله ألا يعلق قلبي بما ليس لي فيه نصيب، ومع ذلك ما زلت أرغب به، وفي كل يوم أدعو واسمه على لساني، ويزداد تفكيري فيه، لكنني كلما فكرت استغفرت الله وقلت: "اللهم اصرفه عن عقلي"؛ لأنني لا أريد أن يتحول الأمر إلى تعلق، أو أن أعصي الله بتفكيري بغيره.
فهل عدم صرف الدعاء يعني أنه سيكون من نصيبي؟ وهل صحيح أنني إذا استمررت في الدعاء فهذا يعني أن الشيء فيه خير، وإن كان شرا سيأتيني إحساس بالتوقف وينصرف الدعاء عن لساني؟ وكيف أعرف أن ما أدعو به هو إلهام من الله، أم مجرد رغبة من النفس؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lily حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب، وجوابي لك كالآتي:
أولا: إن مجرد التفكير بزوج المستقبل وحديث النفس، قد قال فيه النبي ﷺ: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به (رواه البخاري ومسلم)، ولكن ليكن التفكير في الأمور المباحة كالزواج، مع ضرورة عدم الاستمرار في خواطر النفس؛ فهذا قيد مهم؛ حتى لا توقعي نفسك في حبه والدعاء بالزواج منه، ثم تتضح الأمور بعد ذلك؛ كأن يكون لا يفكر في الزواج، أو يكون شابا يريد التلاعب بالمشاعر فحسب، أو مرتبطا بفتاة أخرى، أو لا يريد الزواج مطلقا في وقته الحالي.
ثانيا: لا بأس أن تدعو المسلمة ربها بأن يرزقها الزوج الصالح، الذي تتوفر فيه الصفات التي تتمناها الفتاة المسلمة، فإن هذا شعور طبيعي في الإنسان، ذكرا كان أو أنثى، أما إذا كان شخصا معينا، فلا بد أن يكون هذا الشخص مناسبا يصلح للزواج، ولكن لا ينبغي التعلق به؛ إذ يظهر منك شدة التعلق، وهذا مكمن الخطأ؛ لأنه قد يكون متزوجا ولا يفكر في زوجة ثانية، أو شابا مرتبطا بفتاة أخرى، أو ليس لديه تفكير في الزواج في الوقت الحاضر -كما ذكرت سابقا-، وهكذا تتوالى الاحتمالات مع استمرار التعلق به، وهنا يكون التعلق من باب العبث وإتعاب النفس فيما لا طائل منه، وهذا التعلق الزائد قد يعرض الفتاة لعدم النظر في عواقب الأمور.
ثالثا: لا تنسي الاستخارة والدعاء بأن يختار الله لك الخير، إن كان هذا الشاب خيرا لك، وأن يصرفه الله عنك إن كان فيه شر، ويقدر لك الخير حيثما كان.
رابعا: بالنسبة لإمكانية وجود من تثقين به ولديه خبرة من أقاربك، ويستطيع أن يحاور هذا الشاب ويعرض عليه الزواج بك، فهذا قد يكون حسنا، وبما يحفظ ماء وجهك؛ لأنه لا يصح أن تعرضي نفسك عليه للزواج، فلعل هذا اللبيب القريب يكفيك مؤونة هذا الأمر.
أما مسألة عدم صرف الدعاء، فليس بالضرورة أن تكون علامة على إتمام الزواج بهذا الشخص المعين؛ لأن النفس إذا تعلقت بشيء فطبيعي أن تداوم على الدعاء به، وكذلك ليس هذا الدعاء إلهاما من الله؛ لأن ذلك يحتاج إلى دليل، وإنما النفس إذا تعلقت بشيء أكثرت من ذكره، وعليك بصدق اللجوء إلى الله تعالى، وكثرة الاستغفار، والدعاء، والصلاة على النبي ﷺ بنية تيسير أمر الزواج.
أسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تتمنينه عاجلا غير آجل، اللهم آمين.