السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخوتي الطيبين.
بعد عقد قراني ودخولي البيوت من أبوابها، طلبا للبركة في حياتي الزوجية، أنا الآن مقبل على حفل الزفاف، لكن ظهرت لي مشكلة مع زوجتي، فهي طيبة وخلوقة، وأسرتها كذلك طيبة، لكن المشكلة أنها ترغب في وجود الأغاني يوم الحفل، وقد نبهتها إلى ذلك أكثر من مرة؛ لأنني أرى أن الأغاني لا يأتي منها الخير، حاولت إقناعها عدة مرات، لكن الفكرة ما زالت في ذهنها.
لن يكون هناك اختلاط -إن شاء الله-، لكن في يوم الحفل ترغب أن أكون بجانبها، من أجل التقاط الصور مع العائلة، وغير ذلك.
أنا في حيرة من أمري، هل أكون آثما إذا قبلت بذلك، رغم أنني غير راض عنه؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغريب .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- مجددا في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك دوام تواصلك بالموقع، ونبارك لك زواجك، نسأل الله أن يبارك لك وعليك وأن يجمع بينكما في خير، ونشكر لك حرصك على معرفة الحلال والحرام، والوقوف عند حدود الله تعالى، وهذا من حسن إسلامك، وتوفيق الله تعالى لك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.
أحسنت -أيها الحبيب- حين أدركت أن بناء الأسرة من أول وضع لبناتها الأولى، ينبغي أن يكون على تقوى من الله ورضوان؛ فإن ذلك سبب للسعادة واستقرار الحياة الزوجية، وحصول البركة في النفس والأهل والولد، ونسأل الله أن ييسر لك الخير وأن يعينك عليه، وأن يهدي زوجتك ويديم المودة والألفة بينكما.
ونصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تكون رفيقا لطيفا في النصح والوعظ والتذكير، وقد قال الرسول الكريم ﷺ: إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه، ويقول ﷺ: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
فكن رفيقا، واحرص على أن توصل فكرتك إلى زوجتك بطريقة محببة إليها، وضع لها هذه الاهتمامات التي تراها أنت، من أنك إنما تنهى عن ذلك بغية في حصول البركة، وإقامة الأسرة على تقوى من الله، وابتعاد عن المحرمات.
فإن أديت ما عليك ولم يستجب لهذا الطلب الآن، فسيستجاب له في المستقبل بإذن الله تعالى، فلا ينبغي أن تضيق نفسك، وداوم على النصح والوعظ والتذكير بقدر استطاعتك، مع كثرة اللجوء إلى الله تعالى في هدايتك وهداية زوجتك.
وأما ما ذكرت من شأن التقاط الصور، فإذا كان هذا الاختلاط خاليا من المحرمات الشرعية، بأن كانت النساء فيه غير متبرجات، وكنت قادرا على غض بصرك، فهذا لا إثم فيه -إن شاء الله- ولا حرج عليك فيه، فحاول أن تلتزم فيه بحدود الشريعة، والأمر الذي أمرك الله تعالى به من غض البصر، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ۚ ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون﴾ [النور: 30].
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.