السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لو تعرضت فتاة لا أعرفها لمضايقة من بلطجي في وسط الشارع، وقد يؤدي تدخلي إلى أن يؤذيني أو يجرحني بسكين أو حتى يقتلني، فماذا أفعل؟ هل أقوم بالتدخل أم لا، مع العلم أنني لا أستطيع أن أتركها مهما كانت؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لو تعرضت فتاة لا أعرفها لمضايقة من بلطجي في وسط الشارع، وقد يؤدي تدخلي إلى أن يؤذيني أو يجرحني بسكين أو حتى يقتلني، فماذا أفعل؟ هل أقوم بالتدخل أم لا، مع العلم أنني لا أستطيع أن أتركها مهما كانت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الأمين .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
نجيبك -أيها الأخ الكريم- من خلال ما يلي:
أولا: إنقاذ المظلوم واجب عند القدرة، لكن ذلك لا يعني الإلقاء في التهلكة مع إمكانية النصرة بدون ذلك فالله قال: ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾، والشرع لا يطلب البطولة المتهورة، بل الحكمة.
ثانيا: التدخل ليس نمطا واحدا، بل له مستويات متعددة، ولا يعني بالضرورة الدخول في مواجهة جسدية مباشرة، خصوصا إذا كان المعتدي يحمل سلاحا كالسكين، أو بدا شديد العنف، أو كان متفوقا جسديا، وفي مثل هذه الحالات توجد وسائل صحيحة للتصرف، مرتبة على نحو معين، وهي بالترتيب:
١- التدخل غير المباشر:
- قم برفع صوتك لجذب الانتباه، واطلب المساعدة بوضوح وبصوت مرتفع من المارة أو الموجودين حولك.
- كثرة الشهود والحضور عادة ما تضعف موقف المعتدي وتردعه عن الاستمرار.
٢- الاستعانة الفورية:
- بادر بالاتصال بالشرطة أو بخدمة النجدة مباشرة.
- اطلب من أحد الحاضرين أن يقوم بالاتصال معك أو بالنيابة عنك لزيادة سرعة الاستجابة.
٣- الحماية دون اشتباك:
- إن تمكنت من وضع نفسك بينها وبينه مع الحفاظ على مسافة آمنة ودون إثارة أو استفزاز، فافعل ذلك.
- تجنب لمسه أو شتمه أو تحديه.
- الغاية هي إنهاء الموقف وفك الاشتباك، لا الدخول في معركة أو مواجهة.
٤. التدخل الجسدي المباشر لا يكون إلا عند اليقين بأنه لا حل آخر ولا نجاة للمظلوم إلا بذلك مع قدرتك على الإعانة.
ثالثا: ماذا لو لم أستطع التدخل جسديا؟ عدم الاشتباك لا يعني خذلانا. فإذا: استغثت، وطلبت مساعدة، واتصلت بالشرطة، وحاولت تشتيته وإنقاذها بأقل ضرر؛ فقد أديت ما عليك، ولا إثم عليك.
رابعا: الشعور بأنك: لا تستطيع تركها: مفهوم، ولكن اضبطه بالحكمة، فالفتاة أيا كانت لها أهلها ولها إخوانها ولها من ينصرها، ثم هي تستطيع أن ترفع صوتها فيجتمع الناس حولها وينصرونها، تستطيع هي أن تتصل بإخوانها أو بالشرطة، أو أي وسيلة أخرى.
وختاما:
- نصرة المظلوم (رجلا كان أو امرأة) واجب عند القدرة.
- لا يجب عليك التهور أو أن تعرض نفسك للقتل.
- تدخل بحكمة، برفع صوتك، وبالاستعانة بالناس، وبالنجدة.
- إن فعلت ما تستطيع دون تهور فقد أديت ما عليك.
واحذر (أخي) أن يستدرجك الشيطان إلى الشر من باب الخير، فيوهمك بنصرة الفتاة المظلومة لأجل غايات أخرى، فالشيطان له أساليبه وله خطواته، والله أمرنا ألا نتبع خطواته.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.