السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحبكم في الله عز وجل.
أعاني من مرض نفسي، وقلق، وخوف، ورهبة اجتماعية.
أبحث عن آيات السكينة، وكيف أناجي ربي نداء خفيا، نداء المضطر لعفو ربه؟
وهل من حل للمصدوم اجتماعيا الذي لا يتذكر إلا الفتات من علوم الدين والدنيا؟
ومتى أشعر بحلاوة المناجاة؟ وكيف أشتكي لربي؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك استشارات إسلام ويب، وجوابي لك كالآتي:
أولا: أحبك الله كما أحببتنا فيه، واعلم أن كل إنسان في هذه الحياة قابل لأن يحدث له نوع من الرهبة الاجتماعية، وهي سلوك إنساني مكتسب، قد يعود لمراحل الطفولة، فلا تنظر إلى هذا السلوك على أنه نقص فيك، وإنما يكون علاجه بتجاهل هذه الصفة، وعدم تجنب اللقاء مع الناس، فأكثر من اللقاءات والجلوس مع أقاربك وأصدقائك، وإذا كنت في فصول الدراسة فحاول أن يكون مقعدك في الكراسي الأولى، مع مشاركتك في الأسئلة والنقاش والحوار، وشيئا فشيئا سيزول هذا الخوف والقلق الاجتماعي.
حدث نفسك أنك لست أقل من الموجودين، وأنك جدير بالمنافسة في الكلام مع الآخرين والمشاركة، وثق بالله تعالى أولا ثم بنفسك، ولا تتخلف عن أي مناسبة اجتماعية.
ويشير بعض المختصين إلى أن رياضة المشي مفيدة في إبعاد القلق، وكذلك قراءة القرآن الكريم قبل كل شيء، والمحافظة على الأذكار مع أذكار الصباح والمساء، وعليك بهذا الدعاء بشكل خاص، وهو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين (صححه الألباني)، وفي هذا الرابط ستجد آيات السكينة وتجربة العلماء لها:
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/114550
ثانيا: الدعاء واللجوء إلى الله تعالى من أعظم العبادات، ولا سيما النداء الخفي؛ فإن الله تعالى سميع الدعاء، عظيم الرجاء، فعليك بالإقبال على الله والتضرع إليه سبحانه وتعالى، وسترى الخير الكثير.
ثالثا: إذا كان عند الإنسان علوم الدنيا، ولا يعرف من الدين إلا الفتات؛ فعليه أن يتفقه في الدين، ويتعلم أحكام الإسلام المهمة، وقد جعل الله تعالى التفقه في الدين من صفات الخيرية للإنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (متفق عليه).
رابعا: أما الحصول على حلاوة الإيمان ومناجاة الرحمن؛ فهي بالتلذذ بالطاعات، وتحمل المشقات في رضا الله عز وجل، فهذه من علامات الإيمان، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار (متفق عليه). وفي الحديث الآخر: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
وأوصيك بالمحافظة على فرائض الطاعات، والإكثار من ذكر الله تعالى، والخشوع في الصلاة؛ فكل ذلك من أسباب الحصول على حلاوة الإيمان، ومناجاة الرحمن.
أسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد، وأن يرزقكم الله حلاوة الإيمان، ويبعد عنكم وساوس الشيطان، اللهم آمين.