إرشاد لشاب في زواجه بفتاة لمساعدة أمه في ظل رفض أهله الزواج بمن ربط بها علاقته

0 315

السؤال

أمي تقدمت في السن ولم تعد قادرة على القيام بأعمال البيت وحدها، مما أدى إلى إلحاح عائلتي علي بالزواج، وأنا أرفض هذا لكوني لا أملك القدرات المالية؛ حيث إن راتبي لا يكاد يكفيني وحدي، إضافة إلى أن مكان عملي بعيد عن أسرتي، مما يعني أني لن أرى زوجتي إلا مرة في السنة لأن اصطحابها معي محرم عندهم، وأنا الآن في علاقة حب، وأتمنى أن أتزوج بالتي أحبها لكن عائلتي ترفض هذا، فهل أرضخ لطلبهم وألقي بأحلامي إلى الجحيم.

أرجوكم وأتوسل إليكم، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed oulkaid حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-

فإن الإنسان يؤجر على شفقته على أمه، وقد أحسن أهلك عندما طلبوا منك الزواج لتكون زوجتك إلى جوار والدتك، ومن دلائل التوفيق أن يجد الإنسان زوجة صالحة محبوبة عند أهله ووالديه وهي مع ذلك ودود ولود.

ولا يخفى عليك أن طعام الاثنين يكفي الأربعة، وأن المرأة تأتي ومعها رزقها، وأن الله تبارك وتعالى يعين طالب العفاف، قال تعالى: (( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ))[النور:32]، وكان ابن مسعود يقول: التمسوا الغنى في النكاح.

وأرجو أن تعلم أنه ليس في مصلحتك الاستمرار في علاقة عاطفية غير معلنة، وألا تحتكم للآداب الشرعية والقيم المرعية، وخير البر عاجله، وأنت مسئول عن رعاية والدتك المسنة، قال تعالى: (( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ))[الإسراء:23-24].

واعلم أن العفيفة الطاهرة خير لك ممن رضيت أن تمشي معك دون علم أهلها ودون وجود رابطة شرعية بينكما.

ولا شك أن الإنسان يتزوج من صاحبة الدين التي يميل إليها، لكنك محتاج مع ذلك أن تتأكد من صلاحية زوجتك لخدمة والدتك والوقوف معها في أيام ضعفها وكبرها سنها، فاحمل كلام الأهل محمل الجد وتوكل على الله، مع ضرورة الاجتهاد في البحث عن عمل قريب من مكان وجود الوالدة والزوجة.

وعليك بتقوى الله فإنها مفتاح للرزق، قال تعالى: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))[الطلاق:2-3]، وأكثر من الاستغفار فإن الله يقول: (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ))[نوح:10-12]، وواظب على الصلاة والسلام على رسولنا المختار؛ فإنه سبب لإزالة الهموم ومغفرة الذنوب.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك للخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات