ألم في الصدر ورغبة في التجشؤ

0 506

السؤال

قبل تسعة أشهر رزقت بولد معاق مما سبب لي حالة صدمة، حاولت التأقلم لكن الوضع كان جد صعبا، وبعد مرور أشهر بدأت تأتيني أفكار سلبية عن الموت والأمراض، باختصار أصبحت أخاف من المستقبل بطريقة غريبة.

عالجت نفسي بالقرآن والأدعية، وأيضا بسماع أشرطة صلاح الراشد للمعالجة النفسية، فتحسنت كثيرا من ناحية الأفكار الوسواسية التي كانت تنتابني في كل دقيقة، وشخصت حالتي على أنه قلق.

أما عن التفكير في المرض فما زلت أخاف جدا فأنا أشعر بألم في الصدر ينتقل في كل الجهات ولكنه يزداد أحيانا ناحية القلب، مع العلم بأني أشعر برغبة في التجشؤ أكرمكم الله، ولا أستطيع، وإذا تجشأت أرتاح كثيرا، لا أعرف هل هذه أعراض تشمل القلق أم أني أصبت بمرض.

وتراني بعد كل فترة أحس بنبضات قلبي هل هي سريعة أم بطيئة أو غير منتطمة، ماذا أفعل هل أذهب إلى طبيب؟ مع العلم أن زوجي يقول أني أتوهم وأتعب نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم قصي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن تكون رعاية هذا الطفل المعاق في ميزان حسناتكم، ولا شك أن الصبر على هذا الابتلاء يؤجر عليه الإنسان، وأتفق معك أن مثل هذه الحالات تسبب نوعا من عدم القدرة على التواؤم وعدم القدرة على التكيف، والتي تؤدي إلى مزاج اكتئابي، وبما أن الأمر يتعلق بالصحة والمرض – أي الإعاقة الموجودة في هذا الطفل – فهذا يجعل الخوف من الأمراض والموت أمرا غير مستبعد.

أيتها الأخت الفاضلة! أنت والحمد لله إنسانة واقعية، والتزام الصبر في مثل هذه الحالات هو من أعظم ما يمكن أن يؤديه الإنسان، وإنما (الصبر عند الصدمة الأولى)، وحقيقة الآن بعد أن ولد هذا المولود ومرت بك المراحل الصعبة، إن شاء الله سوف يحدث لك الآن التكيف، والتكيف هو من نعم الله العظيمة علينا.

لا يمكن للإنسان أن يجمع ويكون ويحتقن داخليا بكل السلبيات والصعوبات التي تواجهه في الحياة، ومن نعم الله علينا أيضا -لا أقول النكران النفسي- ولكنه الصبر هو الذي يجعل الإنسان يتحمل مثل هذه المواقف.

الحمد لله أنت انتهجت الطريق السليم، وهو الدعاء والتمسك بكتاب الله، ولا شك أن أشرطة الأخ الدكتور صلاح الراشد في تغيير الفكر السلبي المعرفي مفيدة جدا.

الشعور بالانقباضات العضلية في الصدر والتي تؤدي إلى الألم، خاصة ناحية القلب، وكذلك الضربات والخفقان؛ هي جزء من القلق والمخاوف الاكتئابية التي أصابتك، كما أن التجشؤ هو جزء من الانقباضات التي تحدث للجهاز الهضمي في مثل هذه الحالات، إذن فالأمر كله يفسر من الناحية النفسية.

أيتها الأخت الفاضلة! توكلي على الله ولن يصيبك -إن شاء الله- إلا ما كتب الله لك، وهذا الصبر والاحتساب إن شاء الله يجعلك أكثر تكيفا، وعليك أن تقومي بواجباتك المنزلية وتواصلي حياتك بصورة معتادة بقدر المستطاع، وتتواصلي مع الأهل ومع الأصدقاء، ولا تنقطعي عن العالم الخارجي، ووفقي بين مسئولياتك المنزلية ورعاية هذا الطفل وراحتك الذاتية.

مع احترامي الشديد لما قاله زوجك، إلا أني لا أتصور أنك متوهمة، أنت تعبرين عن مشاعر إنسانية حقيقية، ولكننا جميعا ندعوك إلى التكيف والتواؤم.

أيتها الأخت الفاضلة! سوف أصف لك دواء أرى أنه سوف يساعدك كثيرا في هذه الحالة أيضا، الدواء يعرف باسم زولفت، واسمه التجاري الآخر هو لسترال، أرجو أن تتناوليه بجرعة 50 مليجراما -حبة واحدة- ليلا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عنه، إن شاء الله سوف يريحك نفسيا كثيرا، وسوف يزيل عنك هذه الانقباضات والتوترات والمخاوف.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات