رعشة الجسم أثناء الغضب وعلاجها

0 780

السؤال

مشكلتي هي في حال لو غضبت من شيء أو حزنت أو توترت، تصيبني حالة من الرعشة في يدي ورجلي لمدة 15 - 30 دقيقة (وأحيانا ساعة أو أكثر) وبعض الأحيان أسقط على الأرض ويبدأ جسمي كله بالارتعاش لمدة 30 ثانية ثم تتوقف الرعشة من جسمي وتبقى في يدي ورجلي لفترة.

ذهبت لأخصائي أعصاب فقال لي: مشكلتك نفسية، مع أن هذه الرعشة في يدي تصيبني أيضا من حمل أي شيء ثقيل بعض الشيء، ولكن أكثر حالات الرعشة التي تصيبني هي من العصبية أو الحزن أو التوتر.

فلا أعلم ماذا أفعل؟ والمشكلة صارت معي وأنا أقود السيارة فاضطررت أن أقف على جانب الطريق وبدأ بعدها جسمي كله بالارتعاش، وهذا ما يخيفني في الموضوع.

فيا ليت لو ألقى حلا لمشكلتي، وهل هي نفسية أم عصبية؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرجو أن أؤكد لك منذ البداية أن الرعشة التي تأتيك أو الرجفة التي تأتيك في يديك ورجليك هي ذات طابع نفسي، هنالك بعض الناس في أوقات التوتر والعصبية والانفعال الزائد يحدث لهم إفراز زائد في مادة الأدرنالين، وهذه المادة تؤدي إلى هذا الارتعاش والرجفة.

إذن: أرجو أن أؤكد لك أن هذه الرجفة ذات منشأ نفسي، وهنالك أمر آخر أرجو أن أوضحه، وهو أنه في حالات نادرة جدا ربما يكون زيادة إفراز الغدة الدرقية عاملا أو سببا لمثل هذه الرجفة والرعشة حين يغضب الإنسان أيضا، وهذا احتمال في نظري غير وارد في حالتك، ولكن من أجل الاطمئنان والتأكد يمكن أن تقوم بإجراء فحص للغدة الدرقية، أي للتأكيد من مستوى الإفراز والهرمونات وهذا فحص بسيط جدا يمكن إجراؤه في أي مختبر.

بالنسبة لعلاج حالتك، فأولى خطوات العلاج أن تتأكد أنها ليست مشكلة كبيرة، وكما ذكرت لك هي مرتبطة بالعصبية، ربما أنت تكون حساسا وعصبيا أكثر من اللزوم.

إذن: حاول أن تبتعد عن المواقف التي تحس فيها أنك سوف تتعصب وتتوتر، وعليك دائما أن تحدث نفسك وأن تسمع نفسك صوت عقلك بأن تقول: أنا لابد ألا أنفعل، لابد أن أكون أكثر صبرا، ولابد أن أكون مسترخيا وأتقبل انفعالات الآخرين بصدر رحب، هذا مهم جدا.

الشيء الثاني: هو أن تعبر عن ذاتك في نفس الوقت، خاصة الأمور التي تحس أنها غير مرضية بالنسبة لك، يجب أن تفرغ نفسك نفسيا بأن تبدي أفكارك ومشاعرك وآراءك في حدود المعقول، ولا تترك الأمور تتكون وتتراكم مما يؤدي إلى الاحتقان النفسي الداخلي الذي ينتج عنه العصبية والتوتر.

سيكون أيضا من الجيد والمفيد لك جدا أن تقوم بإجراء أي نوع من تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس، يمكنك أن تستلقي في مكان هادئ وتغمض عينيك وتفتح فمك قليلا، ثم تأخذ نفسا عميقا وبطيئا، يجب أن تملئ الصدر والبطن كذلك، ويكون هذا التنفس عن طريق الأنف، ثم أقبض الهواء قليلا، بعدها أخرج الهواء بنفس البطء وبنفس القوة وهذا هو الزفير، كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين أو ثلاث في اليوم، وسوف يفيدك إن شاء الله كثيرا.

عليك أيضا بممارسة الرياضة، فهي إن شاء الله تقلل من هذا القلق والتوتر والعصبية.

الشق الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، وسوف أصف لك دوائين بسيطين سوف تساعدك في العصبية والتوتر وما ينتابك من أحزان في بعض الأوقات، وسوف تختفي هذه الرجفة -إن شاء الله-.

الدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم زولفت، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة – 50 مليجرام – ليلا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه.

أما الدواء الآخر فيعرف باسم إندرال، وهو دواء ممتاز جدا ومثبط لإفراز الأدرانالين الزائد مما يؤدي إلى إيقاف هذه الرعشة، أرجو أن تتناول الإندرال 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم ارفع الجرعة إلى 20 مليجرام صباحا ومساء واستمر عليها لمدة شهر، ثم خفضها إلى 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم 10 مليجرام مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه، ولكن يمكن أن تعاود هذا الدواء وتستعمله عند اللزوم، أي إذا انتابتك هذه الرعشة مرة أخرى.

وأنا على ثقة تامة أنك إذا اتبعت الإرشادات السابقة وتناولت هذه الأدوية فإن شاء الله لن تنتابك هذه الرجفة وهذه الرعشة، وأرجو ألا تتعصب، أرجو ألا تغضب؛ فهذا إن شاء الله يساعدك كثيرا في التخلص مما تعاني منه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات