السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد الذي أسأل الله سبحانه أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا أعمل في مجال تربية النحل، وأعاني أنا وزوجتي من بعض الأمراض، فأنا أعاني من القولون العصبي وسرعة في القذف عند جماعي لزوجتي، وزوجتي تعاني من آلام في المفاصل وروماتيزم.

هل يمكن أن أستفيد من مجال عملي في علاج هذه الأمراض؟!، حيث أني سمعت أن سم النحل والعسل يشفيان بإذن الله من بعض الأمراض، وإذا كان من الممكن ذلك، فكيف هي طريقة الاستخدام والجرعات ومواضع اللدغ -إذا كان العلاج يتضمن سم النحل-؟

وجزاكم الله كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العلاج بلدغ النحل هو علاج شعبي قديم كتب في الكتب الصينية منذ 2000 سنة تقريبا، وقد كتبه أبو الطب أبو قراط، وحتى هذه الأيام يستخدمه الناس بأنفسهم أو بمساعدة مربو النحل الذين يزودونهم بلدغات النحل، والآن كثير من محترفي الرعاية الصحية بدؤوا في استخدام العلاج بلدغات النحل ومحلول سم النحل.

ويتم العلاج عن طريق مربي النحل أو بالشخص المريض ذاته إذا تعلم كيف يستعمله، وفي هذه الطريقة تتم إزالة النحل من الخلية بواسطة ملقاط ثم وضعها على جلد الشخص المريض فتلدغه النحلة.

أما عن أماكن اللدغ وعدد اللدغات فيتم تحديدها حسب حالة المريض وحجم المشكلة، -فمثلا- التهاب المفاصل يحتاج إلى لدغات كثيرة في الجلسة الواحدة و2-3 جلسات أسبوعيا ولمدة 1-3 أشهر، كما يستخدم كثير من الأطباء سم النحل عن طريق الحقن تحت الجلد.

أما عن الأعراض الجانبية للعلاج بسم النحل فهي محدودة بصفة عامة، حيث إن الألم والتورم والحكة والسخونة مكان اللدغ أو الحقن هي آثار مطلوبة، أما المشكلة الرئيسية فهي إذا كان الشخص لديه حساسية لسم النحل ففي هذه الحالة قد يحدث تأثير شديد من اللدغ قد يصل إلى درجة الصدمة، وسوف تلاحظ أن أول شيء هو حدوث بعض الاحمرار مكان اللدغ وهو شيء طبيعي ويزول تدريجيا، وإذا كان الاحمرار شديدا فهذا يعني أن جسمك يستجيب، وأن هذه البقع الحمراء سوف تزول خلال أسبوع، وأيضا قد يحدث هرش شديد مكان اللسع، وعليك استعمال غسول ملطف للجلد أو دواء مضاد للحساسية، كما قد يحدث لك أعراض البرد فعليك بالراحة فهذا يزول خلال يوم أو يومين، وإذا حدث ورم مكان اللسع فلا تقلق فهذا تورم سوف يزول سريعا، ويمكن استعمال الثلج لتخفيف الحالة، وعند إعادة عملية اللدغ فلا تلدغ في الأماكن المتورمة بل انتقل إلى مكان آخر.

وأريد أن أؤكد أن هذه العلاجات كما هي العلاجات الأخرى، فإنها ليست شافية لمرض الروماتيد، وعملها أن السم يحتوي على مادة(Mellitin )الذي له أثر مثبط على الجينات المساعدة للالتهاب، وكذلك له فاعلية تخفيف الألم، وكما تعلم فإن أثره لا يدوم طويلا، ولذا يجب إعادة اللدغ.

وبالله التوفيق والسداد.