كيفية معاملة من يسيء إليك

0 544

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف يمكن للإنسان أن يعامل الذي أساء معاملته وأهانه، علما أن الإسلام دعى إلى عدم رد الإساءة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hasna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت بقولك: الإسلام نهى عن رد الإساءة بمثلها، وما جازى الإنسان من أساء إليه بمثل أن يحسن الإنسان لمن أساء إليه قال تعالى: ((ادفع بالتي هي أحسن السيئة ))[المؤمنون:96]، وقد وصف الله عباده الأخيار فقال سبحانه: ((وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما))[الفرقان:63]، وهكذا أهل الإيمان كالشجرة التي يرميها الناس بالحجارة وتعطيهم أطيب الثمار ويصدق عليهم قول الشاعر الحكيم:
وذو سفه يواجهني بجهل فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا

وأرجو أن تعلمي أن الإنسان يرتفع بعفوه وصفحه عن الناس كما قال صلى الله عليه وسلم: (وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا) وليس هناك أصعب على المسيء من سكوت من أساء إليه، وامتناعه عن الرد لأنه يشعر بأنه حقير وصغير.
ورغم أنه لم يتضح لنا نوع الإساءة إلا أننا ندعوك للصبر والعفو قال تعالى: ((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))[الأعراف:199].

والكمال أن يعطي الإنسان من حرمه وأن يصل من قطعه، وأن يعفو عن من ظلمه فاتقي الله، واصبري ولا تردي الإساءة حتى وإن تكررت وعاملي الناس بمثل ما تحبي أن يعاملوك به، واعلمي أن الإنسان الذي يعيش في جماعة لابد أن يسمع ما يكره ويجد ما يضايقه، ولكنه مأجور على صبره.
ونسأل الله أن يوفقك للخير ومرحبا بك في موقعك.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات