مضاعفات مرض الهربس على المدى البعيد

0 651

السؤال

إنني مصاب بالهربس التناسلي منذ أكثر من عشرين سنة، ولقد رزقت والحمد لله بسبعة من الأبناء، وكانت ولادتهم طبيعية، ومن حيث انتقاله للزوجة بينت نتائج التحليل أن الزوجة لم تصب به، وأنا أشك في ذلك؛ لأنني لاحظت بعض الشكوى التي هي عندي من أثر ذلك وهي بسيطة.

سؤالي هو أنني عندما أقابل الأطباء يهونون علي المرض، ويخبرونني أنه مرض بسيط، وليس له أي آثار، وأن (30%) من الشعب الأمريكي مصاب بهذا المرض، وقال لي الطبيب في المدينة التي أعيش فيها: إن الكثير من أهلها مصاب به.

ولكنني عندما أقرأ عنه في الكتب والمنتديات أرى أنهم يهولون هذا المرض لدرجة أنني أصاب بالرعب والخوف.

فأرجو إيضاح ما يلي:

عندما يتقدم الشخص بالعمر من الطبيعي أن تكثر عليه الأمراض، ويستخدم أدوية كثيرة، فهل للمرض مضاعفات عند تقدم العمر؟ وما هو الحل؟ لأنه أكثر ما يزعجني أن أصاب بمضاعفات، وأن يؤثر ذلك على مستقبل أولادي.

سؤال أخير: أصاب بعض الأحيان بحرقة في جلد الفخذ، ويؤلمني حتى لو أحتك باللباس، مع العلم بأنه لا تظهر أي تقرحات أو جروح.

وهذه الأعراض هي التي تشتكي منها زوجتي بين الحين والآخر، فهل هو من تأثيره؟ وبماذا تنصحونني؟

وجزاكم الله عني ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنضم هنا إلى رأي الأطباء في كون مرض الهربس المتكرر هو مرض بسيط وهين، ولا يسبب المضاعفات التي تقلق أو تسبب مشاكل صحية متقدمة.

ولكن هنا يجب توضيح الفرق بين الإصابة الأولى بالهربس، وبين الإصابة المتكررة، ففي الإصابة لأول مرة قد تحدث مضاعفات، مثل إصابة قشرة المخ بالتهابات، أو حدوث احتباس في البول نتيجة الألم الشديد، أو التهاب فقرات الظهر السفلي أو التهابات في العين.
وهذه المضاعفات لا تحدث مع الهربس المتكرر، حيث أنه مع تقدم العمر تبدأ حدة الأعراض في الانخفاض مع قلة حدوثها، وهنا يجب الإشارة إلى أن تكرار حدوث الهربس ليس بسبب تكرار العدوى، ولكن بسبب إعادة تنشيط الفيروس الكامن في الجسم من جراء العدوى أول مرة.

وأسباب تنشيط الهربس متعددة، منها القلق والتوتر، والضغط العصبي، وكذلك الدورة الشهرية لدى السيدات.
وهنا يجب اعتبار الهربس صديقا ورفيقا في الحياة؛ حيث لا يوجد علاج يقضي على وجوده تماما في الجسم، ولكن من الممكن تناول علاج يقلل من معدل التكرار، وسوف أذكره لاحقا، لذا لا داعي للقلق أو التوتر من تكراره أو استمراره، فهذا أمر طبيعي ومقبول .
من الممكن نقل المرض إلى الزوجة عن طريق الجماع، ويكثر ذلك أكثر عند وجود الأعراض أو بداية الإحساس بقدومها من وجود تنميل أو ألم بسيط حتى قبل ظهور التقرحات أو الحبوب، ويفضل هنا استخدام الواقي الذكري أثناء الجماع.

وهناك رأي آخر بضرورة استعمال الواقي الذكري باستمرار، حتى مع غياب الأعراض؛ نظرا لاحتمال نقل المرض للزوجة.
لذا، يجب فحص الزوجة جيدا لاستبعاد المرض؛ حيث أن هناك رأي علمي وإن كان لم تثبته الأبحاث بدور الهربس مع Hpv -وهو فيروس آخر- في ظهور أورام عنق الرحم، لذا من الممكن فقط من أجل الاطمئنان فحص الخلايا من عينة من عنق الرحم.
بإذن الله مع تقدم العمر تقل حدة المرض، وتقل نسبة حدوث أي مضاعفات، ولا تكون هناك مشكلة، وهنا ينصح البعض إذا كانت الأعراض تتكرر أكثر من 6 مرات في السنة أن يأخذ علاجا لتقليل تكرار المرض، وكذلك تقليل احتمالية نقله للزوجة و هو: Acyclovir 400 Mg tab مرتين يوميا لمدة (4) أشهر، ثم يوقف لملاحظة حدة المرض، ومعدل تكراره بعد العلاج.
قد تكون أعراض الحرقة في جلد الفخذ هي أكزيما عادية نتيجة الاحتكاك مع الجو الحار والعرق، وما شابه ذلك، وهو أمر شائع الحدوث ولا قلق منه، وقد يكون بداية لحدوث أعراض الهربس، ولن تتوقف عند هذه المرحلة دون الدخول في الأعراض الأخرى من حبوب وتقرحات نتيجة قوة المناعة.

لذا، نصيحتي لك ألا تقلق أو تتوتر، وإذا كانت الأعراض تأتي أكثر من 6 مرات في العام فتأخذ العلاج مع فحص الزوجة، واستخدام الواقي الذكرى، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات