نصيحة في التعامل مع الأم في سب ولدها وتوبيخه والبحث عن أخطائه

0 516

السؤال

السلام عليكم.
إني أستغفر الله أن أقول على أمي ذلك، لكنها السبب.

باختصار: أمي دائما تبحث عن أخطائي ولا تلتمس لي عذرا أبدا، وأشهد ربي أني غالبا لا أكون عامدا ذلك، وكل يوم توبخني وتسبني وتشتمني وتغضب مني؛ لأنها تعلم أني حريص على رضا ربي، وأنه سيغضب لغضبها، وبالتالي سأعتذر لها، لكن الموضوع زاد عن الحد، وما عدت أطيقه، ولنا سنوات على هذا الحال، فبالله عليكم أنقذوني، حياتي أصبحت جحيما.

وأرجو في الرد عدم التركيز على نقطتين:

الأولى: بر أمك؛ لأني حريص على هذا لأبعد حد.

والثانية: اعتذر لها؛ لأني فعلت ذلك كثيرا، وبعد ساعات -بل والله سويعات- تعود إلى ما كانت عليه من سب وسخط وإهانة.

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ** حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلن نذكرك ببر أمك لأنك تزعم أنك تقوم بذلك، ولن نطالبك بالاعتذار لأنك تعتذر لها، ولكني سوف أسألك عن سبب ذلك الغضب؟ ومنذ متى وأنتم على هذه الحالة؟ ولماذا أنت بالذات؟ وما هي الأخطاء التي تقع فيها؟ وهل يجدى الاعتذار إذا تكرر الخطأ؟ فإن الأمر كما قيل: الاعتذارات المتكررة لا توصد الباب في وجه خطأ جديد.

وأرجو أن أقولها لك بصراحة: إذا أديت ما عليك من الناحية الشرعية واجتهدت في البر فلن يضرك غضب الوالدة، فهل أنت تقوم بما عليك كاملا؟

أما إذا كنت تتعمد التقصير أو تمارس العناد؛ فاحذر من السير في هذا الطريق، وتذكر أن في سلف الأمة من كان يحمل أمه على ظهره ويطوف بها بيت الله الحرام، وكان فيهم من يتولى من والديه ما تولياه في الصغر من حيث النظافة والرعاية، وكان فيهم من تأتيه أمه وهو يدرس الطلاب فتقول: قم وأعط الدجاج عشاءه، فكان يترك درسه وطلابه ليطيع أمه، ولا أظن أن قصة جريج العابد تخفى عليك، وكيف أنه قدم نوافل العبادة على واجب الطاعة لأمه فاستجاب الله دعوة أمه فيه، وأنقذه الله بصدقه وصلاحه، فأين أنت من هذه المعاني.

ولا أظن أن شتم الوالدة وأذاها لك يبرر لك كراهيتها، ولا يخفى عليك أن أولى الناس بالرجل أمه، فاجتهد في إرضائها وتجنب ما يثير غضبها، واسأل الله أن يلين قلبها، وأكرر: لن يضرك ما يحصل بشرط أن تكون قد أديت ما عليك، وأظن أنك لم تقصر، ونحن نبشر كل من يقوم بواجبه على الوجه الأكمل ثم لا يرضى عنه الوالد أو الوالدة، نبشره بقول الله تعالى بعد آيات البر للوالدين: (( ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ))[الإسراء:25].

فقابل إساءتها بالإحسان، واحتسب ما يصل لك من الأذى، وأبشر بثواب الرحيم الرحمن، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات