الاستحياء والخوف من التحدث مع الغرباء

2 333

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 17 عاما وأعاني من مشكلة كبيرة وهي أنني أستحيي أن أتكلم أمام أي شخص غريب بالرغم من أني مرحة جدا مع أهلي في البيت ولكن عندما نذهب عند أحد أشعر بأنهم يرونني شيئا غريبا وأن الجميع ينظرون إلي عندما أتكلم فأفضل البقاء صامتة، والمشكلة أني أظل فترة على استحياء، وبعد أن أتعود على الشخص أكون طبيعية. والخلاصة أني أخاف من الغرباء وأستحيي منهم بشكل جنوني، وعندما أراهم أتوتر جدا، فأرجوكم ساعدوني على حل مشكلتي؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الوفاء طبعي حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإني أؤكد لك بأنك لست مريضة ولله الحمد، ولكن هذه مجرد ظاهرة، والظواهر لا تعتبر أمراضا من المفهوم النفسي.

وهنالك أمور ثلاثة قد يصاب بها بعض الناس وتؤدي إلى مثل هذه الظاهرة ألا وهي الخجل والحياء والمخاوف الاجتماعية، وفي رأيي ربما يكون لديك شيء من الخجل البسيط مع الحياء، والحياء أمر طيب وهو من الإيمان.

ولا أعتقد أنك تعانين من مخاوف اجتماعية حقيقية، ولذا فأنت لست بحاجة لأي نوع من الأدوية، بل أنت في حاجة فقط لأن ترفعي من كفاءتك النفسية الاجتماعية وذلك بأن تقنعي نفسك بأنك لا تعانين من أي مرض نفسي وإنما هو مجرد نوع من الخجل الظرفي، وهذا الخجل الظرفي يتخلص منه الإنسان بمزيد من الجرأة واتباع الخطوات التالية:

أولا: عليك أن تقومي ببرامج يومية للتحدث مع الغرباء من زميلاتك اللاتي لا تتواصلين معهن بكثرة، وحين تتحدثين مع أي أحد أرجو أن ترفعي من مهاراتك وذلك بأن تنظري للإنسان في وجهه ولا تتجنبي النظر إليه، فهذا أمر ضروري جدا.

ثانيا : عليك أن تجهزي بعض الموضوعات البسيطة حتى ولو كانت موضوعات عامة وذلك من أجل التحدث فيها مع الطرف الآخر، فهذا النوع من الحوار يجعلك - إن شاء الله - أكثر جرأة وأكثر مقدرة على مخاطبة الآخرين.

ثالثا: سيكون من المفيد لك أيضا الانخراط في أي نوع من التواصل الجماعي، مثل أن تشاركي في حلقة للقرآن الكريم للطالبات، فهذا - إن شاء الله - سيجعلك تتفاعلين مع الآخرين ... وهكذا.

وأنا لا أعتقد بأنك تعانين من مشكلة حقيقية، بل عليك أن تفرضي على نفسك أحاديث تقومين بأدائها أمام الآخرين ولا تظلين صامتة، بل قولي لنفسك: عندما أقابل فلان أو فلان لن أظل صامتة وسوف أبدأ بالسلام وأسأل هذا الشخص عن أحواله ثم بعد ذلك سوف أطرح الموضوع التالي، وصري على نفسك وحضري هذه المواضيع، وصدقيني أنه بعد فترة وجيزة جدا سوف تجدين أن هذه الصعوبات قد انتهت.

ولقد يكون لديك نوع من القلق التوقعي أو ما نسميه بقلق الأداء الظرفي وهو أن تتخوفي في هذه المواقف المعينة، وكما ذكرت لك فربما يكون للخجل دور في ذلك. وأسأل الله لك التوفيق والسداد والعافية والمعافاة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات