انفصال الأبوين والتأثيرات النفسية على الطفل الناتجة عن ذلك

0 297

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، وهي ابنة أخي علما بأن الأبوين منفصلان، وهي تعيش في منزل جدتها مع أعمامها وعماتها ووالدها المتزوج، وهي فتاة تميل إلى العزلة وخاصة أثناء اللعب مع بعض المشاركة المحدودة جدا، بالإضافة إلى أني ألاحظ أنها تلزم تصرفات معينة لا أفهم دوافعها مثل البكاء الدائم والحساسية الشديدة، وفي الآونة الأخيرة تعاني من التشكيك في الصلاة فتسأل وتقول: هل سلمت؟ ولكنني كنت أتجاهلها وأتحاشى الإجابة، وبالفعل لم تعد تكرر ذلك، ولكنها انتقلت إلى نمط جديد ألا وهو غسل اليدين بمبالغة شديدة، وأنا لا أعرف حقيقة ما هي الدوافع؟ وما الوسيلة للعلاج؟ وما هي الرسالة التي تريد إيصالها إلي؟

أتمنى أن أعرف حالتها وكيفية التصرف مع مثل هذه الحالات، وإن كان هنالك علاج فأتمنى أن يكون بالطب البديل؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيرا على اهتمامك بهذه الطفلة، ولا شك أنها تعاني وضعا خاصا، فانفصال الأبوين ربما تكون له سلبيات كثيرة على الأطفال، وإن كان قد يكون إيجابيا في بعض الحالات إذا كانت الحياة الزوجية غير مطاقة.

وعموما؛ أسأل الله أن يوفر لهذه الفتاة الجو الأسري المناسب، وأنا أرى أنك إن شاء الله أنت وإخوانك وأخواتك سوف تقومون بتوفير كل ما هو مناسب بالنسبة لها.

والمعاملة مع هذه الطفلة تقتضي أن نشجعها، وأن نحفزها، وأن نشعرها بأهميتها، وأن نجلب إليها السعادة والارتياح، وذلك بالاهتمام بشأنها وإشعارها بذلك، ويجب أن نتجاهل السلبيات قدر المستطاع مع التوجيه الإيجابي.

كما أرى أنها محتاجة لبرامج يومية تساعدها في كيفية إدارة وقتها بحيث يوضع لها جدول يومي يوضح فيه كيف تقضي وقتها ومتى تذاكر ومتى تصلي ومتى تجلس على التلفزيون .. وهكذا، فهذا الإرشاد والتوجيه سيساعدها كثيرا.

كما يجب أن تشعر بكينونتها ووجودها داخل الأسرة، بحيث تستشار في الأمور التي تناسب عمرها، ويجب أن تعود على أعمال المطبخ، ويجب أن يشرح لها لماذا انفصل والديها، ولكن يشرح لها بلغة بسيطة ومفهومة وغير مزعجة، كما يجب أن نعرف لماذا هي كثيرة البكاء فإن الطفل يكون كثير البكاء إذا كان محتجا، أو إذا كان يريد أن يستدر بعض العطف الذي افتقده.

وأنا أرى أنه بالاهتمام بها مع توجيهها ونهيها عن الخطأ سوف يساعدها إن شاء الله كثيرا.

وأما بالنسبة للوساوس فأرجو أن لا تكوني منزعجة لذلك، فالوساوس هي مرحلة تمر على الكثير من الأطفال وعلى اليافعين، ولكن لابد أن تنهى عن هذه الوساوس وأن توجه، فحين تبدأ في غسيل اليدين أرجو أن تكوني معها، ودعيها تتبعك وتقلد ما تقومين بها، وحددي الوقت للوضوء وكمية الماء لها، ولا تدعيها تتوضأ من ماء الحنفية أو الماسورة بل أعطيها كمية محددة من الماء ولوقت محدد، فهذا إن شاء الله سوف يساعدها كثيرا.

إذن؛ فأرجو أن تشجعيها وتطبقي مبدأ الترغيب وشيء من الترهيب وإشعارها بكينونتها وأهميتها وبأنها ذات مكانة في الأسرة وأنها لا تعيش حياة جانبية أو هامشية، وهذا هو المطلوب في رأيي.

ولا أريد لهذه الطفلة أن تتناول أي أدوية نفسية في هذه المرحلة، وأعتقد أنه بالإرشاد السلوكي تستطيع هذه الطفلة أن تتخطى هذه المرحلة.

وعليك أيضا - يا أختي الفاضلة - أن تهيئي لها الظروف المناسبة بأن تكون مع قريناتها من عمرها لتتفاعل معهن وتلعب معهن، فالطفل يتعلم من الطفل، والطفل يرتاح للطفل، فأرجو أن تتاح لها هذه الفرصة، وحين تكون مع الأطفال أرجو أن نوجهها لتكون لها بعض الصفات القيادية بأن تكون سباقة في الألعاب مثلا، وأن تكون هي البادئة بالكلام ومناقشة المواضيع بأن تكون هي التي تنصح الأطفال، وأن تكون هي التي تنبه بقية البنات لوقت الصلاة .. وهكذا، وهذا إن شاء الله يعطيها السمات القيادية ويساعدها كثيرا لتخطي هذه العثرات النفسية البسيطة. وأسأل الله لها الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات