البركة في الرِّزق هِبَة الله لأهل التقوى والإيمان

0 476

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

برغم راتبي المحترم فأنا دائما أعاني من ضائقة مالية، كما أني متورط في الديون والقروض دائما، وسبب ذلك إضافة إلى سوء التصرف عكس الحظ، فمثلا سرق مسجل سيارتي بالأمس، واليوم سقطت من يدي قارورة دواء غالي الثمن .. وهكذا، إلى درجة شكي أحيانا في وجود تابعة وسحر.

ساعدوني على حل هذه المشكلة، ودلوني على الأدعية والسور التي تساعدني على التخلص من مشكلتي؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نجيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن البركة في الرزق هبة الله لأهل التقوى والإيمان، فقد قال الرحيم الرحمن: (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ))[الأعراف:96]، وذكر الله يجلب الطمأنينة والبركة، وما عند الله من الخير والتوفيق لا ينال إلا بطاعته، وقد تميزت حضارة الإسلام بعنصري الطمأنينة والبركة، فطعام الاثنين عندنا يكفي الأربعة، واجتماع الناس على طعامهم وذكرهم لربهم يجلب لهم الطمأنينة التي لا توجد إلا عند أهل الإيمان؛ قال تعالى: (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))[الرعد:28].

ونحن لن نبحث عن الأسباب العادية لضياع الراتب والأموال، وتذكر أن الإسراف مذموم وأن التدبير نصف المعيشة، وأسأل الله أن يبارك لك فإن العبرة ليست بالكثرة ولكنها بالبركة، واحرص على أن تجعل في راتبك نصيبا للمحتاجين من أرحامك فإن ذلك بر وصلة، وصلة الرحم من أسباب زيادة وبركة الرزق؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه).

كما أرجو أن تعمق في نفسك معاني التوكل على الله، ولو أننا توكلنا على الله حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا دون أن تكون لها رواتب أو مزارع، ولكنها تسعى بأمر الله وتأكل من رزق الله، ولا تحمل الهم لطعام الغد؛ لأن الأرزاق بيد الله، ولا تهتم بالعد والإحصاء لأنها تدرك أن الأمر بيد من يرزق النملة الزرقاء على الصخرة الصماء.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: (لا توكي فيوكي الله عليك، ولا تحصي فيحصي الله عليك)، وفهمت الفقيهة الصديقة المعنى فقالت: فكان عندنا شعير فكلناه فنفد، ومعلوم أن الطعام إذا أكل نفد ولكنها ربطت النفاد بكيل الطعام وعده والاغتمام لقلته، فكأن التعويل على تلك الأشياء يضعف التوكل وقد ينزع البركة.

وأرجو أن يدرك الجميع أنه سبحانه يقول: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ))[الشورى:30]، والمسلم يكثر من الاستغفار ويراجع نفسه عند حصول الأزمات، ولذلك لما قال الصحابة بعد الانكسار الذي حصل في أحد: (أنى هذا؟) جاءهم الرد القرآني: (( قل هو من عند أنفسكم ))[آل عمران:165].

ونحن ننصحك بتقوى الله ثم بضرورة المحافظة على أذكار المساء والصباح، وذكر ركوب السيارة، وسائر الأذكار التي علمنا إياها رسولنا المختار، ولا مانع من قراءة الرقية الشرعية على نفسك، والإكثار من تلاوة المعوذات وآية الكرسي وسورة البقرة، واعلم أن الأمر بيد الله، وأن السحرة والأشرار لا يستطيعوا أن يفعلوا شيئا إلا إذا قدر الله ذلك؛ فكن واثقا بالله، وأقبل على طاعته وذكره، وأبشر بتأييده ونصره، ولقد سررنا بسؤالك الذي يدل على وعيك. ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك ويبارك فيك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات