كيفية المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها

0 465

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا لا أصلي الصلوات في أوقاتها، وهذا يؤرقني بشدة وأخشى عذاب الله؛ فماذا أفعل؟! كما أنني كلما توضأت وذهبت للصلاة أنشغل عنها بأشياء أخرى وأندم بشدة وأخشى عقاب الله؛ فماذا أفعل كي أداوم على أداء الصلوات في أوقاتها؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يثب للصلاة، وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان عليه الصلاة والسلام يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه)، وفي رواية: (فإذا حضرت الصلاة لم يشتغل بغيرها)، ولا بارك الله في عمل يشغل عن الصلاة، وقد تصدق بعض الأنصار بحديقته لما شغلته عن الصلاة، وكان بعضهم يعمل حدادا فإذا رفع الفأس وسمع الأذان رمى بها خلف ظهره، وكل ذلك لأنهم أدركوا مكانة الصلاة وفهموا معنى النداء وصدق عليهم قول الله: ((رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار))[النور:37]، وتحدث القرآن عن الذين تركوا رسول الله على المنبر فقال في شأنهم: ((وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين))[الجمعة:11].
ولا يخفى عليك أن البيع المباح الحلال يصبح حراما إذا شغل عن الصلاة، وقد قال بلال بن سعد بن أبي وقاص لأبيه عندما قرأ قوله تعالى: ((فويل للمصلين))[الماعون:4] أهم الذين لا يصلون؟ فقال: يا بني! لو تركوها لكفروا ولكنهم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، وقال ابن عباس: (تلك صلاة المنافق، يرقب الشمس حتى إذا كانت قاب قوسين أو أدنى قام فصلى أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا)، وإذا كان أهل الإيمان يسارعون إلى أداء الصلاة فإن أهل النفاق يقومون إليها متثاقلين ولسان حالهم يقول أرحنا منها، وقد وصفهم الله فقال: ((وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا))[النساء:142]، وإذا علم الإنسان هذه الأوصاف وأدرك خطورة تأخير الصلاة سارع إلى أدائها فلا مجال للتهاون في الأمر.
ولا شك أن ندمك على تأخير الصلاة يدل على أنك على خير، ولكننا نتمنى تنمية بذرة الخير في نفسك، وننصحك بمصادقة الحريصات على أداء الصلاة وفي وقتها، بل ينبغي أن تعلمي أن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: (ما أذن المؤذن لصلاة منذ أسلمت إلا وقد أعددت لها قبل ذلك وضوءها).
ولا يخفى على أمثالك أن كل عمل يمكن أن يدرك بعد الصلاة، وأن المسلم لابد أن يجعل همه الصلاة وأن يدرك أن الله ضمن الأرزاق وخلقنا لعبادته وحرضنا على الصلاة فقال: ((وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى))[طه:132]، ولا شك أن كلمة (واصطبر) تدل على مزيد من الصبر، فكل زيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تكملي ما عندك من الخير بالحرص على أداء الصلاة في وقتها، وها نحن نكرر ترحيبنا بك، ونشكرك على سؤالك ووضوحك. ونسأل الله لك السداد والثبات حتى الممات.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات