الطريق الذي يلزم الفتاة سلوكه لتكون مسلمة متميزة صالحة

0 400

السؤال

السلام عليكم

كيف تنجح المسلمة في الدنيا؟ وما الأهداف التي يجب أن تسعي إليها؟ وكيف تكون المسلمة مثالا للمسلمة الصالحة؟!

علما بأن البيئة المحيطة بعيدة جدا عن الإسلام، فكيف تكون حياة المسلمة سعيدة وتشعر بالإسلام؟!

ثانيا: لي ثلاث أمنيات وهي الهداية والستر والزوج الصالح، فكيف أنالهم إن شاء الله؟ وقد حدث لي أمر وهو أني نظرت إلى المسجد وشعرت بالاشتياق لله عز وجل، فهل هذا يعني أن عندي إيمان وحب لله؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.أ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك سوف تشعرين بالإسلام حين تلتزمين بأحكام الإسلام، وسوف تذوقي طعم الإيمان حين يكون همك رضى الرحمن، وتصديق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا)، وأبشري فإن من سار على الدرب وصل، ومن أراد الوصول فعليه بالأصول، ولن تخيب من تطع الله وتتبع الرسول، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن يكون في فتياتنا من ترغب في السير على هدى وخطى زوجات وبنات الرسول، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يجمعك بسلف الأمة العدول، في جنة نعيمها لا يحول ولا يزول.

وأرجو أن أعلن لك أن طريق النجاح يبدأ بذكر الفتاح، وبالمحافظة على أذكار المساء والصباح، وببذل أسباب الفلاح وبصحة المؤمنات بنات أهل الصلاح، بعد اللجوء إلى خالق الإصباح.

وقد أسعدني سؤالك عن الأهداف، فإن تحديدها والحرص على الوصول إليها أمر في غاية الأهمية، ونحن لم نخلق عبثا ولن نترك سدى، والمسلمة تدرك أنها خلقت لغاية عظيمة قال تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))[الذاريات:56]، وللمسلمة أهداف بعيدة وأهداف قصيرة والفلاح أن تكون كلها في الخير وطاعة رب البرية، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسام.

وحق لنا أن نفرح حين نسمع مثل هذا الكلام من فتاة في سن الزهور التي هي سن العطاء والبناء، فكوني كالمصباح، ولا تقولي ما بال الدنيا مظلمة ولكن قولي هأنذا مضيئة، وأشعلي شمعة أخرى ولا تقولي ما بال الدنيا مظلمة، واعلمي أن المسلمة تصلح نفسها ثم تسعى في إصلاح غيرها فهي طاهرة في نفسها مطهرة لغيرها صالحة في نفسها مصلحة لغيرها.

وأرجو أن تعلمي أن حبك للمساجد وسرورك عند رؤيتها يدل على أن في جوانحك نفسا خيرة فلا تدنسيها بظلمة المعاصي واتق الله في سرك والعلن، واعلمي أن أمنياتك غالية وعالية والسبيل إلى تحقيقها إنما يكون باللجوء إلى من يملك الهداية والخير، وكوني واثقة من أنه سبحانه لا يضيع من تطيعه وهو سبحانه يدافع عن الذين آمنوا، فأبشري بالخير وسيري على طريق الخير حتى لو كنت وحدك، كما قال ابن القيم: (سر على طريق الخير ولا توحشنك قلة السالكين، ولا تمش في طريق الشر اغترارا بكثرة الهالكين)، واعرف الحق وسوف يجتمع حولك أهله.

واعلمي أنك مثل السوق تحمل إليه البضائع الرائجة، فاجعلي الإخلاص والصدق والقرآن والستر والحجاب بضائع رائجة عندك، وكوني مثالا للفتاة المسلمة في برك بالوالدين وفي صلتك لأرحامك، واعلمي أن الأمر يحتاج إلى صبر وحكمة وجد ورفق وشفقة، والله هو الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات