هل الاستعانة بشاب على الإنترنت لحل الواجبات حرام؟

0 386

السؤال

السلام عليكم.

لقد راسلت شابا في أحد المنتديات ولم أقصد التسلية، بل كنت أحتاج معرفة اسم كتاب كي أتعلم، ومع الأيام أشكو إليه مشاكلي وهو يساندني نفسيا ويدفعني للأمام، ولم نتجاوز الحدود.

أهلي بعيدون مني، وإخواني كذلك، فهم مثل الجدار، حتى أني إذا احتجت أحدا يشرح لي ما يصعب فهمه من الدروس لا أجده، أعيش مخنوقة، وليس لدي صديقات، فقد كانت لدي واحدة ومع الوقت اكتشفت أنها مجرد جارة لا غير، يتكلمون عن الإيمان وكأنه يباع في المحلات، وأهلي يحاربونني لأني لا أصلي، أين هم مني عندما أحتاجهم؟ وإذا أردت أن أتعلم كأني أطلب فعل منكر.

الشاب أعتبره مثل أخي، ومستحيل أن أتجاوز حدودي، فأنا - ولله الحمد - خلوقة والكل يشهد، فهل ما أفعله حرام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lara حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مواظبة الفتاة على الصلاة يغنيها عن مساعدة الناس، وحاجتها للإيمان لا تقل عن حاجتها للهواء والماء، ولا يتصور وجود إيمان عند فتاة لا تسجد للكريم الرحمن، ونحن نرحب بك في موقعك، وسوف نظل ندعوك للصلاة والاستعانة بمالك الأكوان، مع ضرورة أن تتسلحي بالصبر والصلاة كما قال سبحانه: ( واستعينوا بالصبر والصلاة)[البقرة:45]، وأرجو أن تكون بداية التصحيح بالانتظام في الصلاة؛ لأن الله أمر بها وجعلها حدا فاصلا بين المسلم وغيره.

كما أرجو أن تقتربي من أهلك، ولا تجعلي بينك وبينهم حواجز وهمية، واعلمي أنهم أحرص الناس على مصالحك، وعليك أن تبحثي عن الصديقات الصالحات، ولا ننصحك بحكاية مشاكلك للآخرين، واعلمي أن لكل إنسان مشاكله، ولكن الناس يقضون حوائجهم بالكتمان، ويرفعون أكف الضراعة للواحد الديان.

وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على أن فيك خير، كما يدل على أنك تشعرين بأن تواصلك مع ذلك الشاب لا يخلو من الخطورة، فإن الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس، وإن أفتاك الناس وأفتوك.

وإذا أردت أن يكون ما يحصل حلالا فأرجو أن تحولا هذه العلاقة إلى رسمية ومعلنة، حتى تبتعدا عن الشبهات، وسمعة الفتاة غالية، وقلب المؤمنة ينبغي أن يكون عامرا بخشية الله ومراقبته، وإذا كانت العلاقة الآن ليس فيها مخالفات فمن الذي يضمن استمرارها على ذلك، والشيطان هو الثالث، كما أن الفتاة سريعة التأثر بالكلام، وقد تدفع سعادتها ثمنا للتهاون في مثل هذه الأمور؛ لأنها لا تستطيع أن تعيش مع رجل وقلبها مع آخر.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، مع ضرورة أن تحاولي ترميم علاقتك مع أسرتك، وحاولي استيضاح ما يصعب عليك من المعلمات والزميلات، وأكثري من التوجه إلى رب الأرض والسماوات، ونسأل الله أن يردك إلى الصواب، وأن يهيأ لك من أمرك رشدا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات