ضعف الحالة الإيمانية للمرأة أثناء فترة الحيض.

0 265

السؤال

السلام عليكم..

هل لابد أن تقل أو تضعف الحالة الإيمانية للمرأة أثناء فترة الحيض، أم يتوقف هذا على ما تعودت عليه في أيامها العادية؟ وكيف يمكن تفادي هذا النقصان في الإيمانيات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان والغفلات، فاشغلي لسانك بذكر الرحمن، واجتهدي في فعل الخيرات والإحسان، واعلمي أن الحيض أمر كتبه الله على النسوان لحكمة عظيمة يعرفها أهل الشان، ورحم المرأة فخفف عنها تكاليف الشريعة في أيام حيضها ونفاسها، ولا تلام على أمر الحيض وهي تجازى بكل عمل صالح تقوم به مثل بر والديها ومساعدة المحتاجين، وطلب العلم والفقه في الدين، وأعظم من ذلك أنها تجازى على صدق نيتها، وعلى ما كانت تقوم به من صلاة وصيام في أيامها العادية، فإن الإنسان إذا واظب على عمل الصالحات ثم حيل بينه وبينها بمرض أو سفر أو عذر كتب الله له ثواب ما كان يعمله صحيحا مقيما.

وهنا لابد أن نبين أن ما تقوم به بعض الصالحات من ضجر على فوات بعض الأعمال الصالحة بسبب الحيض دليل على قلة الفقه في الدين، وليس من الضروري أن تأخذ أدوية لمنع تزول الحيض لإتمام الصيام أو نحو ذلك، والشريعة تمنع ذلك إذا ترتب عليه ضرر صحي للمرأة، فهنيئا للمسلمات بإكرام رب الأرض والسماوات، وحق لنا أن نحمد الله على هذا الدين الذي يفتح على أهله أبواب الخيرات والطاعات، وأهل الفقه في الدين ينتقلون من طاعة إلى أخرى ويدركون إن الله سبحانه ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ))[البقرة:286] و(( إلا ما آتاها ))[الطلاق:7].

ولا يخفى على الأخت ال فاضلة أن أيام الحيض والنفاس والأيام الأولى للحمل أيام صعبة على المرأة، ولكن الأجر على قدر المشقة، وقد ذكرنا لك أن الشريعة راعت ذلك، بل إنها منعت الرجل من طلاق زوجته في أيام حيضها، علما بأن العاقلة تشغل نفسها بالذكر وتتلو القرآن من حفظها دون مس للمصحف، وتفعل الخيرات الكثيرة، وتعلن رضاها بما كتبه الله على بنات آدم، وهو سبحانه الحكيم العليم، وقد ظهرت للناس ما في الحيض من الفوائد، ويكفي أن نعلم أن استمرار الحيض دليل على خصوبة المرأة واستعدادها لعمارة الأرض بالموحدين والمصلين والصالحات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة الانشغال بالطاعات المتاحة وهي كثيرة جدا، وفي ذلك سبب لارتفاع الإيمان، وانتصار على عدونا الشيطان، وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الصدر السليم الخالي من الحسد والحقد بالجنة وهو يمشي على راحلته ويمشي في الأسواق، كما حصل للأنصاري الذي كان يبيت لا يحمل حقدا ولا حسدا على أحد.

ونسأل الله أن يوفقك ويسددك، وقد أسعدني سؤالك الذي يدل على حرصك فزادك الله حرصا وخيرا وتوفيقا.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات