مدى تأثير الأدوية النفسية على مزاج الشخص الطبيعي

0 321

السؤال

السلام عليكم

هل إذا تناول الشخص الذي يعتبر نفسه طبيعيا للبروزاك، وحدث له تحسن في نفسيته، وخصوصا زوال بعض الأفكار والحوار مع الذات الذي كان كثيرا لديه دون أن يشعر به إلا بعد زواله إثر تناوله للبروزاك، فهل هذا يعني أنه مريض وبحاجة للاستمرار بالعلاج؟

ثانيا: عندي عاده تزعجني جدا، ولا أعلم إذا كانت تعبر عن حالة قلق حقيقي أم مجرد عادة! وهي أني بشكل شبه دائم وأني في حالة الجلوس أقوم بهز إحدى قدمي ولفترات طويلة، وكثيرا ما أشعر بالإنهاك، إلا أنني أتوقف قليلا ثم لا ألبث أن أستمر بعد فتره قصيرة من التوقف دون أن أشعر، وهذه الحالة تزداد كثيرا أيام الامتحانات إلى درجة أشعر فيها بالإنهاك فعلا، بالإضافة إلى أنني أشعر بصعوبة في الثبات على الكرسي أثناء الدراسة، وأستمر في الحركة يمينا وشمالا، فهل هذا طبيعي؟ وبماذا تنصحون؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يعرف أن الأدوية النفسية وخاصة الأدوية المضادة للاكتئاب لا تحسن من مزاج الشخص الطبيعي، فالشخص إذا كان طبيعيا وتناول الدواء، فلا ينقص ذلك ولا يزيد من مزاجه، إلا أن هنالك ربما بعض الأشخاص الذين يكونون قابلين لما يعرف بالاضطراب الوجداني الثنائي القطبية، ففي هذه الحالة إن تناول الدواء، حتى وإن كان مزاجه سويا، فربما يرتفع مزاجه قليلا.

في حالتك أرى أن هذا الشعور بالارتياح مرده بأنك في الأصل تعاني من القلق، وربما يكون هذا القلق بدرجة نفسية بسيطة، ولذا حين تناولت البروزاك شعرت بالارتياح، ويعرف عن البروزاك بالرغم من أنه مضاد أساسي للوساوس والاكتئاب، إلا أنه يساعد كثيرا في علاج القلق النفسي.

بالنسبة لهذه الحركة التي ذكرتها، وهي الجلوس على رجل واحدة، وكذلك التحرك حين الجلوس على الكرسي، هي من العادات الحركية العصابية، وهي لا تدل على وجود مرض حقيقي، ولكن كثيرا من العلماء ربطها مع القلق النفسي.
إذن: هي تعتبر حالة من حالات القلق النفسي، وأعتقد أن البروزاك سوف يساعدك لإزالة هذه الحالة، فتناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، وسوف تجد أن هذه الحركة إن شاء الله قد اختفت بصورة تامة، وبالطبع أيضا لابد أن تحاور نفسك، وأن تناقشها، وأن تقنعها أن هذه الحركة ليست حركة سويه، وهي تحت الإرادة وتحت التصرف؛ لأننا نعرف أن الجسم والفكر والنفس هي تحت الإرادة لدرجة كبيرة، ويمكن للإنسان أن يتحكم فيها.

نصيحتي لك أيضا هي أن تمارس أي نوع من الرياضة، خاصة رياضة المشي، وكذلك تقوم ببعض تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس، وسوف تجد إن شاء الله أن هذه الحركات وعدم الثبات على الكرسي أثناء الدراسة قد اختفت، وهي كلها من أعراض القلق النفسي البسيط.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات