السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أستفسر عن شيء يشغل بالي، ألا وهو: أني أعرف أن الاكتئاب سببه نقص في النواقل العصبية: (السيروتين، النورادرانلين، الدوبامين)، فأريد أن أعرف لماذا يصرف بكثرة الأدوية المختصة على السيروتين فقط، في حين أن هناك احتمالية أكثر من 70 في المئة أن السبب من الممكن أن يكون من النورادنالين والدوبامين؟ فإذا طرح في السوق دواء مسئول عن هؤلاء الثلاثة سيكون - إن شاء الله - احتمالية الشفاء أكثر من 90 في المئة.
وسؤالي الثاني: هل إضافة التربتزول على السيروكسات فيه تدعيم للسيروكسات، ويسرع عمل السيروكسات، أم هناك تعطيل له، وسيكون هناك بناء كيميائي جديد من أول ما أضفت التربتزول؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kamel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالافتراضية العلمية: الأقوى هو أنه يوجد عدم توازن بين الموصلات أو النواقل العصبية، وهذا هو الذي يؤدي إلى الاكتئاب، وقد تم التركيز على السيروتنين بمشتقاته السبعة كمسبب رئيسي للاكتئاب النفسي، وذلك في حالة ضعف أو عدم توازن الإفراز.
الدوبامين لا توجد إشارات وثوابت علمية قوية تدعم دوره في الاكتئاب.
أما النورأدرنلين، فالدلائل تشير أنه يلعب دورا في بعض حالات الاكتئاب، وقد تم التركيز على الأدوية التي تثبط استرجاع السيروتنين بصورة انتقائية؛ حيث إنه وجد أن إصلاح أمر السيروتنين، ووضعه يؤدي بصورة تلقائية إلى تحسن وضع النورأدرنلين، هذه هي النظرية السائدة، ولكن البعض يرى غير ذلك؛ ولذا نجد أدوية مثل الإيفكسر، والسمبالتا، والأدوية القديمة مثل الإنفدرنيل، والتفرانيل، والتربتزول، تعمل على كل من السيروتنين والنورأدرنلين في نفس الوقت.
بالنسبة للتربتزول بجرعة صغيرة، ربما يدعم من عمل الزيروكسات، ولا ينصح أن تتعدى جرعة التربتزول عن 25 مليجرام يوميا في حالة تناوله مع الزيروكسات.
التربتزول لا يؤدي إلى تعطيل الزيروكسات، ولكن إذا أعطي بجرعة أكبر مع الزيروكسات، هذا ربما يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من السيروتنين، وهذا غير محمود، وقد يؤدي إلى حالة مرضية تتصف بالشعور بالدوخة، والقلق، والتعرق، وربما الإغماء، وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
المبدأ الأسلم -أخي الكريم- هو أن يستعمل الإنسان دواء واحدا وبجرعة صحيحة.
وبالله التوفيق.