ما إمكانية بناء علاقة سليمة بين شاب وشابة تمهيداً لخطبتها بعد سنوات؟

0 216

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب بالفرقة الثانية بالجامعة، تعرفت على بنت منذ عدة شهور وأحببتها، وأعاملها مثل أختي تماما، واتفقنا بإذن الله أن أتقدم لخطبتها في السنة الرابعة، حتى أني لما أكون أتكلم معها لا أنظر إليها، فكنت أنظر إلى الأرض، أو الاتجاه الآخر، وكل معاملاتنا مع بعض نضع الله بيننا، فنحن دائما نذكر الله ونخشاه، وهي مؤدبة، كما أنها من أسرة طيبة، وأنا لا أريد أن أفقدها، فهي دائما تنصحني وتقول لي على سلوكياتي الغير صحيحة وتوجهني إلى الصحيحة، فكيف أحافظ عليها إلى أن يشاء الله بخطبتها وزواجها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك إلى كل خير، وأن يعينك على إنهاء دراستك، وأن يرزقك زوجة صالحة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن حالك مثل حال كثير من الشباب الذين يدخلون عالم الرجال خلال فترة الدراسة بالجامعة حيث اكتمال العقل ونضج التفكير والإحساس بالرغبة في الاقتران بفتاة صالحة، يعدها لتكون زوجة المستقبل وأم أولاده، وهذه الأفكار لها علاقة بالمرحلة السنية التي يمر بها كثير من الشباب بصورة أو بأخرى، وما حدث معك شيء طبيعي بالنسبة لشاب مثلك، ولكن يبقى السؤال الكبير: ألا ترى أنك قد تعجلت الارتباط ومازال أمامك مرحلة ليست بالسهلة أو القصيرة؟ ألا تخشى أن يؤثر عليك الارتباط على مستواك العلمي ومستقبلك الدراسي؟ حيث قطعا ستشغل عقلك وتفكيرك بها طيلة فترة الدراسة الطويلة، والتي تحتاج منك إلى كل دقيقة حتى تؤمن مستقبلك وتضمن التفوق، أو الانتهاء من الدراسة على خير.

اسمح لي ولدي أحمد أن أقول لك –وأنا آسف–: إنك تعجلت الارتباط، وشغلت نفسك في وقت أنت لست جاهزا فيه، وما زال أمامك مرحلة ليست بالهينة، وقد ترى في المستقبل من هي أفضل منها خلقا ودينا وجمالا وغير ذلك، فلماذا وضعت نفسك في هذا الموقف الصعب؟ هل تضمن فعلا أنها ستكون زوجة لك؟ وافرض يا ولدي أنه قد تقدم لها شخص آخر وقبله أهلها، وأرغموها عليه فتخلت عنك رغما عنها فماذا ستفعل إذن؟! لقد تعجلت جدا يا ولدي وتسرعت تسرعا لا داع له، وربطت نفسك برباط هش ضعيف، ثم فوق ذلك هل وضعت في اعتبارك حكم الشرع في العلاقة التي بينكما الآن ومستقبلا حتى الزواج؟ هل ترضى لأختك أن تقيم علاقة مثل علاقتك هذه؟

يا ولدي! ثق وتأكد أن الشيطان لن يدعكما مطلقا بدون معاصي حتى ولو كنتما أعبد وأصلح أهل الأرض، ولا يوجد شيء اسمه (زي أختي تماما) هذا هراء يا ولدي؛ لأن هناك ماردا عملاقا قائما الآن اسمه الشهوة، سوف يستيقظ فيك بعد عدة لقاءات ويوقعك في الحرام الذي لا ترضاه ولا يرضاه الله ورسوله، فاعتذر لهذه الفتاة، وقل لها: الأفضل أن نفك أي ارتباط؛ لأن ذلك لا يجوز شرعا، خاصة وأن الفترة المتبقية مازالت طويلة والأمور كلها بيد الله، وأنا حقيقة يشرفني أن تكوني زوجة لي، ولكن الآن أنا غير مستعد فدعينا نتفرغ للدراسة حتى تنتهي منها، وإن كان لي فيك نصيب فلم ولن يأخذك مني أي مخلوق، وإن لم يكن من نصيبي فلا يمكن أن تكوني لي؛ لأن الله قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض، وما قدره الله فهو حاصل وواقع لا محالة.

وليس هناك أي حل مناسب إلا هذا ولدي أحمد، أو أن تتقدم لخطبتها من الآن، وتعقد قرانك وتكتب كتابك، وعندها ستكون زوجة لك على الكتاب والسنة، ولك أن تتكلم معها وتخرج معها براحتك، أما الآن فلا وألف لا.

والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات