موقف المسلم من الفتن وانقلاب الموازين

0 250

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا:
أنا صاحب استشارات عديدة أسترشد بها في أمور ديني ودنياي، فهل في هذا إثقال عليكم في شيء؟

ثانيا: أريد أن أتناقش معكم أمرا أراه خطيرا، وهو التباس أمور كثيرة على الناس، وأنا منهم، وأريد أن نوضح الحقيقة:

1- الربا تزين، وأصبح: قرض سيارة / التمويل العقاري / امتلك منزل الأحلام / أقل فائدة/ فأين الحقيقة؟
2- نساء يرتدين ملابس عارية يسمونهن فنانات، وذوي حس راق وفني، وصفوة المجتمع، فهل هن كذلك؟

3- السعي إلى الرزق والعمل، والتوكل على الله هو تخطيط وإصرار وقواعد وعلوم وحسابات يتم من خلالها النجاح فمن على الحق؟

4- شباب يرتدي بنطلونا ساقطا، ويركب سيارة حديثة، هو شاب عصري، وفتاة ترتدي ملابس محزقة وهي فتاة ستايل وشيك، هل هم على باطل أم لا؟

وضحوا لي ولكثير من المسلمين فلقد أوشك الأمر على الالتباس، واختلاط الحق بالباطل.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Gharib حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعش يا عبد الله ومرحبا، وسترى وتسمع عجبا، فأنت في زمن الفتن والعجائب، ونسأل الله أن يعافينا من تلك المصائب، واعلم - أخي - بأن على الحق نورا، وأن الباطل مهما زين وحسن سيظل باطلا، ولن يتغير حكم الرب إذا غيروا أسماءه، ولن يصبح الخمر حلالا إذا سموها بغير اسمها، وهذه الحيل من أفعال اليهود، ولست أدري من نخادع؟!

والمسلم مطالب أن يرجع في كل ذلك إلى أهل العلم والفضل، وأن يتذكر ما قاله الإمام مالك: (إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم) وكم هو عجيب هذا الإنسان، فإنه إذا مرض يختار أفضل وأحسن الأطباء، ولكنه في أمر الدين لا يبالي أن يأخذ من الجريدة أو من أنصاف المتعلمين، فهل أصحبت عنايتنا بصحتنا وطعامنا أكبر من اهتمامنا بأمر ديننا؟!

ولا يخفى عليك أن المعاملات الربوية المذكورة قتلها العلماء بحثا ووضحوا حكم الله فيها، ونجحت البنوك الإسلامية في إيجاد صيغ إسلامية تحت إشراف علماء، وأصبح الحلال متاحا لمن يطلبه، والحمد لله أن تجربة البنوك الإسلامية ناجحة لدرجة كبيرة، وأن البنوك الغربية بدأت في إنشاء أجنحة وفروع تعمل بالصفة الإسلامية.

أما بالنسبة لعالم العري والسفه المسمى فنا فذلك أمر لا يخفى على كل صاحب فطرة سليمة، ويغضب الله أن يعظم الفساق وأهل الفن والتمثيل، وقد آن الأوان لتسمية الأمور بمسمياتها.

أما مسألة التخطيط والعمل والاجتهاد فهي مطلوبة، ولكنها مجرد أسباب والله هو الرزاق الوهاب، والإسلام لا يعارض حسن التدبير والتخطيط، ولكنه لا يجعله السبب الوحيد لجلب الأرزاق، فالمسلم يعمل بالأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، فإنه لا رزاق إلا هو.

ولا شك أن تعلق بعض الناس بالدنيا جعلهم ينظرون إلى الأموال والمظاهر والسيارات، ولكن العبرة بصلاح القلوب والأعمال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على إحساسك باختلاط المفاهيم، والمسلم يحتكم إلى شريعة رب العالمين.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات