كيف أجاهد نفسي وأتمسك بديني في ظل هذه الظروف؟

1 439

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية مقدرة أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، النعم التي منحني الله إياها لا تعد ولا تحصي، ولكن في ظل الظروف الحالية أصبح من الصعب التمسك بالدين، ورغم أني الحمد لله متمسكة بالمبادئ التي لا أتخلى عنها، إلا أن نفسيتي تعبانة كيف أتقرب من الله؟ كيف أجاهد نفسي؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإننا في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، ومن ترك شيئا لله عوضه الله الخير، وأهل الإيمان لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، فلا تتركي ما أنت عليه من الخير اعتذارا بكثرة الهالكين، وسيري على الحق والصواب ولا توحشنك قلة السالكين، وأبشري فإن الله سبحانه يحب الصابرين ويعطيهم أجرهم بغير حساب.

وقد أسعدني اعترافك بالنعم وأرجو أن تجتهدي في شكرها فإن الشكر يجلب المزيد كما أن الشكر يعين على حفظ ما عندك من النعم، ولذلك كانوا يسمون الشكر الحافظ والجالب.

وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

والكون ملك لله ولن يحدث فيه إلا ما أراده وما يصيب المؤمن من هم ولا غم حتى الشوكة يصابها إلا كفر الله بها من خطاياه، والله سبحانه لم يرض الدنيا جزاء لأوليائه بل وهبها سبحانه لمن آمن به ولمن كفر حيث يمتع الكافرين قليلا ثم مصيرهم إلى النار، والدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة، ولو كان كذلك لما سقى الكافر منها جرعة ماء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة التمسك بهذا الدين والصبر على ذلك والثبات حتى الممات. كما أرجو أن تعلمي أن العصاة في شقاء كما وصف الله حالهم في قوله سبحانه: ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى))[طه:124]، أما أهل الخير فقد قال الله عنهم: ((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون))[النحل:97]. وها هي بلاد الغرب التي طار أهلها في الفضاء وغاصوا في الماء وتنعموا بالملذات تضيع عليهم كل النفوس فلا يجدون سبيلا إلا إلى الهاوية والانتحار والمخدرات، ونسأل الله لنا ولكم السداد والثبات، ومرحبا بك في موقعك الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات