مشكلة عض اللسان لا شعورياً أثناء النوم وعلاجها

0 553

السؤال

السلام عليكم.

إخوتي الأفاضل! ها أنا أثقل عليكم مرة أخرى، فأرجو أن يتسع صدركم لي - رحمكم الله - (أعاني أثناء نومي من حالة لا أعرف اسمها، وهي عض لساني، حتى أني أحيانا أصحو من النوم من شدة الألم، وأحيانا أصحو في الصباح، وأشعر أيضا بألم في لساني يستمر معي لساعات بعد الاستيقاظ، ويكون الألم بالجزء الخلفي الجانبي باللسان، وأحيانا من الأمام).

فأفيدوني أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هنالك عدة أسباب قد تكون هي التي جعلتك تعض لسانك وتحس بالألم في الصباح:

أولا: قد تكون هذه مجرد عادة مكتسبة من حركة الأسنان، أو ربما يكون لديك التهاب في اللثة أو في الأسنان، وهذا يجعلك تحرك الفكين ليلا مما قد يؤدي إلى عض اللسان.

ثانيا: أن بعض الناس حينما تأتيهم أحلام، هذه الأحلام قد تؤدي إلى حركة عضلية في الفكين، وهذا أيضا قد يؤدي إلى عض اللسان.

ثالثا: في حالات نادرة جدا يوجد ما يعرف بالصرع الليلي، وهي نوع من النوبة الصرعية تحدث لبعض الناس في أثناء النوم فقط، ويعرف عنه أنه يؤدي إلى حركة انقباضات في الجسم قد ينتج عنها عض اللسان.

إذن هذه هي الأسباب المعروفة، والسبب الثالث – أي الصرع الليلي – هو نادر جدا، وأرجو ألا تنزعج ولا أعتقد أنه هو السبب في حالتك، ولكن أيضا سيكون من الحكمة أن تقوم بإجراء تخطيط للمخ حتى تتأكد إذا كان هنالك أي نشاط صرعي أم لا؛ لأن الصرع حتى إن وجد فعلاجه سهل جدا، فإذا كانت هنالك إمكانية لإجراء تخطيط في المخ فإنه سيكون هذا أمر جيد وسوف يطمئننا جميعا، أما إذا لم يكن هنالك إمكانية - بالرغم من أن هذا الاختبار ليس بالصعب وليس بالمكلف – فلا تشغل نفسك به، ولكن عليك أن تطلب من أهل بيتك إذا كان هنالك إمكانية أن يراقبوك أثناء النوم إذا كانت تحدث لك أي نوع من الاهتزازات في جسمك مع حركة في الفكين، فإذا حدث لك ذلك ولاحظوا عليك ذلك فهذا يعني أنه يوجد نشاط صرعي.

أركز على هذه النقطة لأنها مهمة، ولكن أود أن أكرر لك: أرجو ألا تنزعج لها لأن هذه الحالة حالات نادرة جدا، والأكثر شيوعا هي مجرد عادة مكتسبة أو نتيجة لوجود مرض في الأسنان أو في اللثة أو نتيجة للحركة والكلام في أثناء النوم والذي يكون مصاحبا للأحلام خاصة الأحلام المزعجة.

نصيحتي لك هي إذن هو أن تتأكد أنه لا توجد لديك مشكلة في الأسنان أو اللثة، وعليك أن تكون حريصا أيضا على أن تستاك – استعمال السواك - قبل النوم، وحاول بقدر المستطاع أن تنام وأنت مرتاح، بمعنى أن تثبت وقت نومك؛ لأن هذا يرتب الساعة البيولوجية الداخلية للإنسان مما يجعل النوم مريحا، كما أنصحك أيضا ألا تتناول كمية كبيرة من الطعام ليلا، يحبذ أن تتناول طعام العشاء مبكرا وأن تكون الوجبة خفيفة؛ لأن ذلك يقلل جدا من الأحلام ومن حركة الجسم، وأنصحك أيضا بقراءة أذكار النوم لأنها هامة ولأنها حصن حصين لك من الشيطان ومن الأحلام المزعجة.

أيضا سأصف لك دواء بسيطا يؤدي إلى الاسترخاء في الجسم ليلا ويزيل أي نوع من القلق إذا كان هنالك أي نوع من القلق أو التوتر الناتج عن حركة الفك، والدواء الذي أنصحك بتناوله يعرف باسمه التجاري (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف باسمه العلمي (سلبرايد Sulipride) فأرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما – كبسولة واحدة – ليلا لمدة ثلاثة أشهر، وهذا نوع من العلاج الجيد، وفي مثل حالتك أعتبره علاجا تجريبيا، بمعنى إذا أفادك فيكون حركة الفكين وربما الكلام أثناء النوم هو السبب في هذه العلة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات