استخدام بندول نايت لفترة طويلة للمساعدة على النوم

2 1431

السؤال

السلام عليكم يا دكتور
لدي بعض الأسئلة أتمنى منك الإجابة كي أستريح.

أتناول بندول نايت يوميا بواقع حبة ونصف إلى حبتين منذ فترة كي تساعدني على النوم، فهل توجد خطورة من الاستمرار عليها لمدة طويلة؟

علما بأن لدي عقار سليب أشور والاتراكس والملاتينيون وأدوية أخرى تساعد على النوم لكنني لا أستريح إلا على البندول نايت.

وهل حقيقة ما سمعت أن الأدوية مثل سليب أشور وملاتنيون لا ينصح بهما مع المصابين بالاكتئاب، حيث إنني أتناول زيروكسات لعلاج الاكتئاب وأنا مرتاح عليه؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن (البنادول نايت) يحتوي على مكونات مضادة للهستامين Histamine في الأصل، وهذه المكونات يعرف أنها تساعد في الاسترخاء والنوم.

حقيقة أقول لك: إن تناول الدواء بهذه الصورة المنتظمة غير محبذ؛ لأن الإنسان حين يتعود على وتيرة واحدة في حياته بهذه الروتينية وهذه الطقوسية يصبح قد تعود تعودا نفسيا على هذا الوضع.

لا أعتقد أن هنالك إدمانا كيميائيا أو بيولوجيا، ولكن لا نستطيع أن ننكر أهمية الجانب النفسي في التعود.

فأقول لك حقيقة: إنه لا توجد خطورة من ناحية الاستمرار عليه، وذلك إذا أخذنا في الاعتبار فقط التأثير البيولوجي للدواء، ولكن بالطبع هنالك ضرر واضح من الناحية النفسية أن تتخذ هذا الدواء وسيلة لنومك في كل ليلة، فإن هذا بالطبع يجعلنا نقول لك بأن تحاول أن تتحايل على نفسك في بعض الأمراض بأن تخفض الجرعة إلى حبة واحدة، وفي يوم آخر لا تتناول الدواء – وهكذا – فهذا هو الأفضل، وبالطبع يعرف أن البنادول إذا أخذ بكميات كبيرة يوميا ربما يؤثر أيضا على الكبد، أنا أعرف أنك - الحمد لله - في عمر الشباب، وفي هذا العمر يتحمل الجسم وتتحمل الكبد الأدوية بصورة أفضل من المراحل العمرية الأخرى، ولكن هذا لا يعني أن يسرف الإنسان في استعمال الأدوية، خاصة إذا كانت الأدوية ليست أدوية ضرورية.

إذن: ربما تستنبط من كلامي هذا أنني لست ميالا حقيقة أن تستمر على نفس هذه الوتيرة، ويمكنك أن تحسن نومك بطرق كثيرة، وهذه الطرق تتطلب الصبر وتتطلب المجاهدة ولكنها هي الأسلم، فيمكن أن نحسن الصحة النومية بممارسة الرياضة بصفة يومية، وأن نوقف تناول الشاي والقهوة خاصة في المساء، وبأن نتجنب النوم النهاري، لكن لا مانع من القيلولة الشرعية والتي هي ما بين نصف ساعة إلى خمس وأربعين دقيقة وليس أكثر من ذلك، وفوق ذلك لابد أن تهيئ الفراش والمكان الذي تنام فيه، ويفضل أيضا أن تثبت زمنا معينا للنوم، فإن من أسوأ وأخطر الأشياء التي تؤدي إلى اضطرابات النوم هي ألا يلتزم الإنسان بوقت معين في نومه الليلي.

هذه إرشادات عامة، ولا شك أن أذكار النوم تبعث الطمأنينة والاسترخاء الذي يجلب النوم، وهنالك أيضا أدعية مأثورة لعلاج الأرق، فأرجو أن ترجع لكتاب الأذكار للإمام النووي.

أما من ناحية الأدوية الأخرى التي يمكن أن تحسن نومك، فهنالك حقيقة عقار يعرف تجاريا باسم (ريمارون Remeron ) ويعرف علميا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) وهو من الأدوية المضادة للاكتئاب في الأصل ولكنه دواء متميز في تحسين النوم.

أعرف أنك مرتاح على الزيروكسات، وهذا أمر جيد، ولكن لا مانع أن تضيف الريمارون بجرعة نصف حبة – خمسة عشر مليجراما – ليلا، فيمكنك أن تضيفه مع جرعة الزيروكسات التي لم توضح لي جرعتها، ولكن إذا كنت تتناول حتى حبتين من الزيروكسات فلا مانع أن تضيف نصف حبة من الريمارون، أما إذا كنت تتناول حبة واحدة من الزيروكسات فبالطبع هذا يجعلنا أكثر طمأنينة حتى لو تناولت حبة كاملة من الريمارون، ولكن أعتقد بصفة عامة أن نصف حبة في اليوم سوف يكون كافيا جدا.

هنالك أيضا جانب أخير وضروري جدا، وهو أن بعض الناس يكون لديهم فكرة وسواسية عالقة أنه لن ينام مطلقا إذا لم يتناول دواء معينا، فإن هذا المفهوم ليس صحيحا مطلقا، فالإنسان يمكن أن ينام حتى لو بدل الروتين أو النمط الذي يتبعه، فأنت حين تغير من هذا الفكر الداخلي – الفكر الوسواسي النمطي – سوف تجد أن النوم بدأ يبحث عنك؛ لأن فلسفة النوم تقوم على أن النوم هو حاجة بيولوجية وأفضل للإنسان أن يدع النوم يبحث عنه ولا يبحث هو عن النوم.

أسأل الله لك الشفاء والعافية وأسأل الله لك نوما هانئا، وكل عام نحن وأنتم وجميع المسلمين بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات