ضرورة الحذر من السحر والشعوذة وعدم الانشغال بها والخوف منها دائماً

0 880

السؤال

السلام عليكم
أنا أؤمن بأن السحر والحسد موجودان ولكن لا أبالي، ولا أفكر كثيرا بهذه المواضيع، بل وأتحاشا أن أسمع أو أقرأ عنها، ودائما أتذكر قول الله تعالى: (( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ))[التوبة:51]، وحديث رسوله الأمين: (لو اجتمعت الانس والجن على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، ولا أفكر بالسحر والجن والحسد، فهل في عدم مبالاتي شيء أم أنني يجب أن أكون أكثر حذرا؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:

فإن أخذ الحذر والحيطة لا ينافي الإيمان، والمؤمنة تفعل الأسباب ثم تتوكل على الكريم الوهاب؛ ولذلك قال نبي الله يعقوب عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه: (( يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ))[يوسف:67] ولكننا نرفض إعطاء هذه المواضيع أكبر من حجمها، وأخطر من ذلك أن يظن الإنسان أن غير الله يمكن أن يفعل له شيئا لم يقدره الله، فيخاف عند ذلك من الساحر ومن الشياطين، ومن خاف غير الله أخافه الله من كل شيء، وقد كان العرب في جاهليتهم يخافون من الجن وكانوا إذا نزلوا واديا تعوذوا بكبير الشياطين من أجناده، فاتخذهم الشيطان ألعوبة، وتصديق ذلك في كتاب الله: (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ))[الجن:6].
وأهل الإيمان يحافظون على توحيد ربهم، ويواظبون على أذكارهم وقرآنهم، ويوقنون أن الأمر لله وحده، ومن هنا فنحن نعلن لك عن سعادتنا بالروح التي عندك، ونسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وتذكري بأن الكون ملك لله وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده الله، وقد قال سبحانه: (( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ))[البقرة:102] ويقول سبحانه: (( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ))[التوبة:51]، وإذا خافت المسلمة ربها حقا أخاف الله منها كل شيء، وإن خافت غير الله أخافها الله من كل شيء.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة المواظبة على أذكار الأحوال التي علمنا إياها رسولنا صلى الله عليه وسلم إذا خرجنا وإذا دخلنا وإذا أكلنا وإذا شربنا وهكذا؛ فإن في الأذكار عصمة من الشرور والأضرار بفضل الواحد القهار.
ونسأل الله لك الحفظ والتأييد والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات