السلام عليكم.

أخي لديه مرض اكتئاب كما قال الأطباء، ولكنه يعاني من بعض الوسواس القهري والشرود الذهني، وبعد استخدام الدواء (Risperdal3mg) رجع إلى الحالة الأولى - الشرود وعدم الرغبة في الكلام والحركة والانطواء -، فماذا أعمل؟

أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بازل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة لعقار رزبريدال هو ليس من الأدوية التي تستعمل في علاج الاكتئاب النفسي، إنما هو من الأدوية المخصصة لعلاج الحالات الذهانية العقلية مثل الاكتئاب الذهاني ومرض الفصام والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وحالات الهوس وحالات أخرى مشابهة، كما أنه يمكن أن يعطى بجرعات صغيرة لعلاج القلق والوساوس القهرية.

ربما يكون الطبيب استعمل كلمة مرض الاكتئاب مجازا لأنه لا يريد أن يتحدث عن الأمراض الذهانية، حيث إن البعض يحس بالوصمة حيال هذه الأمراض.

والشيء الآخر هو ربما يكون أخوك يعاني أصلا من الوسواس القهري المصحوب بأعراض اكتئابية، وهذا يؤدي إلى الانزواء وشرود الذهن وعدم التفاعل الاجتماعي.

بالنسبة لعدم القدرة على الحركة فهذا ليس من سمات هذه الأمراض، ولكنه يوجد مع حالة نادرة تعرف باسم الانفصام التخشبي، ويجب أن أضيف أن الرزبريدال أحد آثاره الجانبية أنه ربما يقلل من الحركة قليلا وذلك من خلال أنه يسبب بعض الانقباضات والانشدادات العضلية.

الذي أود أن أقترحه أن هذا الأخ إذا كان فعلا يعاني من اكتئاب ووساوس قهرية يجب أن يتناول أحد الأدوية المضادة لذلك والمجربة فعاليتها، مثل عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، والجرعة في مثل حالة أخيك هو أن يبدأ بتناول كبسولة واحدة عشرين مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، ويفضل تناولها بعد تناول الطعام، ويجب أن يستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة عام كامل، ثم يمكن أن تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام آخر.

بالنسبة لجرعة رزبريدال يجب أن يخفض إلى واحد مليجرام ليلا، وهذا يكفي تماما ما دام التشخيص هو الاكتئاب النفسي مع الوساوس.

هنالك علاجات تأهيلية أخرى غير دوائية أرجو أن تكونوا حريصين عليها وذلك بمساعدة هذا الأخ ليخرج من البيت لأداء صلواته في المسجد مثلا، ويجب أن يشارككم في المناسبات الاجتماعية والأسرية، كما أنه من الضروري أن يمارس أي تمارين رياضية، ولابد أن نشعره دائما بأهميته في الأسرة، ويجب أن يستشار ولا يتم تجاهله.. هذه العلاجات التأهيلية لا تقل فعالية عن العلاجات الدوائية، نسأل الله له الشفاء والعافية، ونشكرك كثيرا على ثقتك فيما يقدمه إسلام ويب، ولك الشكر والتقدير على اهتمامك بأمر أخيك.

وبالله التوفيق.