ترك القيام في الليل مخافة مدح الأهل

0 494

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 16 سنة، ثابت في ديني وأقوم الليل، وأصوم الإثنين والخميس -ولله الحمد-، وأسافر مع أهلي إلى بلادنا كل سنتين، وسنسافر هذه السنة، ولكنني أخاف من الرياء؛ حيث أنني أخاف أن أكمل في الصوم أو القيام لأنهم ليسوا أقوياء في الدين، ولو رأوني سيمدحونني، وأخاف أن أصاب بالرياء، فهل أتوقف أم أواصل ما أقوم به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العمل من أجل الناس رياء وترك العمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما كما قال قائل السلف، ومدح الناس للمخلص لا يضره، طالما كان مقصده وجه الله، بل تلك عاجل بشرى المؤمنين، وأنت أعلم بنفسك من الناس، والله أعلم بك منك، فصم وأفطر وصل وارقد وخالف عدونا الشيطان، وكن قدوة لغيرك من الشباب، وإذا قال لك الشيطان أنت مراء فزد الصلاة طولا وعامله بنقيض قصده، وأشعر نفسك بالتقصير، واجتهد في رضوان ربك القدير، ونسأل الله لك السداد والثبات.

ونحن في الحقيقة سعداء بهذه الاستشارة وهكذا ينبغي أن يكون الشباب، وقد مدح الله أهل الإيمان فقال: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون)، [المؤمنون:60]، فهم يجمعون إحسانا وخوفا.

والمنافق يجمع تقصيرا وأمنا؛ ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للصديقة رضي الله عنها لما قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هل يصلون ويصومون ويسرقون ويزنون، قال: لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويخافون أن لا يتقبل منهم)، وخوفك من الرياء دليل على أنك على خير فإنه ما خاف الرياء على نفسه إلا مؤمن، ونسأل الله أن يوفقك ويثبتك.

ونحن في الحقيقة نريد لأمثالك أن يكونوا قدوة لإخوانهم، وأن يتواضعوا لهم ويلاطفونهم، وأن يقتربوا منهم ويخالطوهم ليناصحوهم، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ومرحبا بك في موقعك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات