السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني يعاني من نوبات تشنج منذ أن كان بعمر خمسة أشهر، وقد بدأت الحالة بعد تلقيه تطعيما؛ حيث أصيب بارتفاع في الحرارة تبعته أول نوبة.
توقفت التشنجات فترة، إلى أن بدأت تظهر عليه حركات غير طبيعية في الرأس، تحدث بشكل تلقائي قبل نحو ثمانية أشهر.
بدأ العلاج بـدواء ديباكين عندما كان بعمر سنة، ولكن لم يظهر تحسن، بل تطورت حالته، حيث بدأت تأتيه نوبات تشنجية شديدة، يظهر فيها ازرقاق في الوجه، وتغير في لونه، ثم تطورت لاحقا إلى رعشة في الجسم، وتغير في ملامح الوجه.
هو الآن يتناول ديباكين، وإيبانوتين، ولاميكتال، ورغم ذلك لا تزال النوبات تأتيه، وإن كانت أصبحت أقل تكرارا؛ حيث تحدث كل 23 يوما تقريبا، أو أحيانا كل أسبوع.
قد تم تشخيص حالته بأنه يعاني من ضمور في الفص الأمامي من الدماغ، بالإضافة إلى نشاط كهربائي غير طبيعي، ويعاني أيضا من ضعف في النطق، وعدم توازن أثناء المشي.
علما بأنه كان ينطق بعض الكلمات عندما كان بعمر سنة تقريبا، مثل "بابا"، ثم تراجع ولم يعد ينطق إلا كلمة "أبه".
سؤالي هو: هل يحتاج إلى تدخل جراحي لإزالة بؤرة الصرع؟ أم أن العلاج الدوائي كاف؟ وهل من الممكن أن يستفيد من العلاج في مركز التخاطب ليستعيد قدرته على النطق؟
أرجو منكم الإفادة، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ جاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نبدأ بتقديم الشكر لك على ثقتك في إسلام ويب، ونرحب بك في موقعك هذا، وهذا الابن - حفظه الله تعالى - يعاني من علة دماغية كما شخصها الأطباء، وهي أنه يعاني من ضمور في المنطقة الأمامية للمخ، وهذا الضمور ربما يكون ناتجا من ارتفاع درجة الحرارة، أو ربما يكون لأسباب أخرى كانقطاع في الأكسجين من هذه المنطقة مثلا لسبب ما ويعرف أن ضمور المخ كثيرا ما يكون متزامنا مع وجود بؤرة صرعية، وهي التي يطلق عليها اضطراب في كهرباء الدماغ.
أخي الفاضل الكريم: هذا الابن حقيقة يحتاج إلى رعاية طبية عند طبيب التأهيل لدى الأطفال، ففي بعض الدول توجد أقسام لتأهيل الأطفال الذين يعانون من صعوبات النطق، ويكون هنالك تأخر في المشي وكذلك التأخر العام في المراحل الارتقائية للطفل، والتأهيل يتمثل في العلاج الطبيعي، العلاج التخاطبي، وتطوير بعض مهارات الطفل أو إكسابه هذه المهارات، وذلك حسب عمره. فإذا كانت هذه الخدمة متوفرة فستكون هي الأفضل، وإذا لم تكن متوفرة بصورة متكاملة؛ فلا شك أن الاتصال بأخصائي التخاطب سيكون مفيدا، كما أن أخصائي العلاج الطبيعي ربما يكون له دور، وذلك بأن يدربه ويمرنه على حركة العضلات، مما يقويها ويحافظ عليها.
بالنسبة للتشنجات الصرعية التي تأتيه، فلا شك أن الأدوية التي يتناولها هي أدوية ممتازة وهي (الديباكين وابانيوتين ولاميكتال) فأعتقد أن المطلوب هو أن تكون الجرعات صحيحة، والجرعة في مثل هذا الابن - حفظه الله - لابد أن تقاس حسب وزن الطفل.
أخي: التواصل مع طبيب مختص في الأعصاب - وهو في كثير من البلدان أيضا مختص في تأهيل الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة - سيكون هذا التواصل مهما وضروريا للإرشاد حول الجرعات الصحيحة من هذه الأدوية الثلاثة، وكذلك كيفية توزيعها، وهذا هو الذي سيساعد هذا الابن، والأدوية كما ذكرت لك هي من أفضل أنواع الأدوية، وتوجد أدوية أخرى حقيقة، ولكن الدباكين واللاميكتال والبانيوتين هي أدوية الخط الأول لعلاج الصرع لدى الأطفال.
أسأل الله تعالى أن يشفيه وأن يعافيه وأن يهبكم الصبر على هذا الابتلاء، وبالله التوفيق والسداد.