بعد رجوعنا من الغربة زاد تعلق بناتي بي، فكيف أعالج ذلك؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي ابنتان، الكبرى تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، والصغرى سنتان، الكبرى عندما يحين وقت النوم، تبكي وتريد أن أنام بجوارها، مع أنها وأختها كانتا تنامان في غرفة وحدهما قبل ذلك عندما كنا في الخارج.

وعندما رجعنا لبلدنا الأصلي، أصبحت أنام معهما فترة قصيرة، ثم عدت أرقدهما مرة أخرى وحدهما خوفا من أنه عندما يأتي والدهما، قد تظنان أنه هو الذي أخذ والدتهما منهما، فيكرهان والدهما، فماذا أفعل؟

وابنتي الكبرى في الحضانة تريد أن أجلس معها وهي تكتب الواجب، فهل أستمع لكلامها وأجلس معها؟ أم أن هذا سيعودها على التعلق بي والاعتماد علي في كل شيء بعد ذلك؟ والابنتان تريدان عند النوم أن تمسكا بيدي وتحسسا عليها، فما معنى ذلك؟ وكيف أتعامل معهما؟ مع العلم أن الصغيرة قلدت الكبيرة حتى أصبحت هذه عادة عندها.

وابنتي الصغرى عندها حب التملك، وتريد أن تأخذ أي شيء في يد الغير، فكيف أتعامل معها؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التفسير النفسي لسلوك ابنتيك:
فإنه بعد نزولكم إلى بلدكم، واكتساب البنتين عادة جديدة، وهي أنك تظلين معهما في الغرفة فترة قصيرة بعد نومهما، أدى ذلك إلى بروز طبع جديد لدى البنتين –حفظهما الله–، وهو اعتقاد أن هذه هي الوسيلة الصحيحة، والأفضل للحياة بعكس ما كان يحدث حينما كنتن خارج البلد، ومن ثم فالانتقال الجغرافي في حد ذاته له توابعه العاطفية والنفسية على الطفل، وأي تغير معه في الطريقة التي كان يعامل بها الطفل؛ سيجعله يتطبع على الوضع الجديد، ويرى أنه هو الذي يلائمه بصورة أفضل.

اقتراحات للتعامل مع تعلق الابنة الكبرى بوقت النوم:
الأمر بسيط جدا في رأيي، وهو أن تتحدثي مع ابنتك الكبرى بلغة بسيطة ولطيفة، وتشرحي لها أنها قد كبرت، وأنه من الجميل لها أن تنام في غرفتها، وأن هذه الغرفة هي ملك لها، وهي التي ترعى أختها الصغرى، إشعارها بامتلاكها الغرفة وكل ما فيها، وأنها هي التي تعتني بالأخت الصغرى، سوف يعطيها الإحساس بالانتماء إلى المكان، وهذا لا شك أنه سوف يجعلها تقبل -إن شاء الله- بالنوم في غرفتها.

وبالتالي فعليك أن تضعي لها بعض الشروط والآليات التحفيزية مثلا: أن تقدمي لها هدية بسيطة حين تنام في غرفتها، وهذا النوع من التحفيز والتشجيع هو الوسيلة الوحيدة حقيقة لإقناع الطفل بتغيير سلوكه.

أهمية خلق مساحة بينك وبين الطفلتين:
هنالك أيضا أمور مهمة في مثل هذه الأحوال، وهي أن تكون هنالك مسافة بينك وبين الطفلتين أثناء اليوم، لا تجعلي الطفلة تتبع خطواتك طوال اليوم، هذا ليس صحيحا أبدا، دعي الكبرى مثلا تجلس تشاهد الكمبيوتر والصغرى سوف تتبعها، وحاولي مثلا أن تتركي طفلتيك مع أهلك بعض الوقت، وهكذا، إن الابتعاد الجغرافي لفترات عن الطفل سوف يجعله يتطبع على هذا الوضع ويتقبله، نعم الطفلة سوف تحتج -خاصة الكبرى- وربما تصرخ في بداية الأمر، ولكن بعد ذلك سوف تتقبل الوضع الجديد.

التعامل مع حب التملك لدى الابنة الصغرى:
أما بالنسبة لما وصفته بحب التملك لدى الطفلة الصغرى، وحبها لأخذ الأشياء التي في يد الآخرين، لا أعتقد أن هذا أمر مزعج، فقط حاوري الطفلة، وهذه عادة موجودة لدى الأطفال، اجعليها تمتلك أشياء خاصة بها أيضا، حتى ملابسها اجعليها تشعر بأن هذه القطعة ملكها، وهذه القطعة هي ملك لأختها مثلا، هذه اللعبة لها، وهذه لأختها، فالطفل حين يشعر أنه لديه مقتنياته الخاصة، وأن ما للآخرين هو لهم وليس له، سيتفهم هذا ويقبله إن شاء الله.

نصائح عامة للتعامل مع سلوك الطفلتين:
وعموما اتباع أسلوب التشجيع مع الطفلتين، وكذلك التجاهل بقدر المستطاع للسلوك غير المقبول، أو السلوك المرفوض، والذي نتعامل معه دائما في مثل هذه الأعمار بالتجاهل، والتشجيع على بناء سلوك جديد، وحاولي أيضا أن تلاعبي ابنتيك في الأوقات المتاحة، وأن تحكي لهن قصصا، وهكذا.

الخلاصة: أن هناك طرقا كثيرة لأن نجعل الطفل يغير من سلوكه، وكلها قائمة على منهج الترغيب أكثر من الترهيب في مثل هذا العمر، ومن الضروري أن لا تستكيني ولا تأخذك العاطفة الشديدة حيال احتجاجات الطفلتين؛ لأن الطفل يدرك، والطفل ذكي، وليس كما نتصور أنه محدود.

وختاما: نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات