إرشادات لفتاة في نفور صديقتها منها لرسالة أرسلتها أخرى من جوالها

0 553

السؤال

السلام عليكم

لي صديقة أحببتها أكثر من أختي، وقد بادلتني نفس الشعور، وفي يوم من الأيام أرسلت إحدى صديقاتي من جوالي رسالة لها بأنها مقصرة معي، ولم أعلم بذلك إلا بعد أن اتصلت صديقتي بعد أن قرأت الرسالة، واتهمتني بأنني كتبت الرسالة، وقد حاولت أن أشرح لها لكنها لم تسمعني، فأنهيت علاقتي بصديقتي التي أرسلت الرسالة وأريد استرجاع أعز صديقة لي.

قد أرسلت لها العديد من الرسائل ولكنها ردت بأنها لا تريد صداقتي، وأعلم بأن لديها مشكلة أثرت عليها ولكنني في حيرة من أمري، وقد اتصلت إحدى صديقاتي بوالدتها لتشرح لها موقفي فقالت بأنها ستتحدث معها في الموضوع، ولكني حتى الآن لم أسمع منها ردا واحدا، وقد حاولت أن ألتقي بها واتصلت بها أكثر من مرة وهذا تسبب في زيادة غضبها، فماذا أفعل؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fati حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك قد أديت ما عليك، وسوف تعرف صديقتك قيمتك ومكانتك، فلا تكثري عليها من الاتصال، لأنها لا تزال متأثرة، واكتفي بالدعاء لها بظهر الغيب، ولا تنزعجي فإن الأمر يسير، والصديقات الصالحات موجودات، ولكننا ننصحك بأن تؤسسي صداقتك على الإيمان والدين، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، ونحن ننصح كل فتاة بأن تؤسس علاقاتها بأخواتها على طاعة الله والتواصي بالحق والصبر.

لا شك أن الصديقة التي أرسلت الرسالة قد أساءت لأنها أرسلت من هاتفك الخاص، ولكننا لا نعذر صديقتك الحميمة في عدم قبولها للاعتذار المتكرر منك، ويبدو أن الصداقة كانت هشة في بنيانها ولذلك لم تصمد أمام سوء تفاهم بسيط، ونحن نتمنى أن تستفيدي من التجربة فإن المؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين.

لا بأس من تكرار المحاولات ولكن بعد أن تهدأ العاصفة، واجتهدي في معرفة الأسباب الحقيقية لغضبها وتوترها، فإن معرفة السبب تزيل العجب وتساعد بتوفيق الله في إصلاح الخلل والعطب، وأرجو أن تراجعي علاقتك بربك، وليتها تفعل ذلك أيضا، فربما كان سبب النفور حصول ذنب من إحداكما، وهكذا كان السلف يقولون: (ما حصل نفور بين صديقين إلا بذنب أحدثه أحدهما)، مع ضرورة تجنب العبث في الجوالات، وتحذير الصديقات من مثل تلك الممارسات الخاطئة التي تسببت في نسف صداقات، بل وخراب بعض البيوت.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله والتمسك بآداب شرعه الحنيف، نسأل الله أن يجمع بينك وبين صديقاتك الصالحات على الخير والبر والإحسان، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات