الخجل منعني من محادثة والدي

0 311

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أني لا أستطيع التحدث مع والدي، حيث لا أتكلم معه ولا أفتح معه أي موضوع، وأشعر بخجل شديد، ولكني مع والدتي أتكلم على راحتي، وهذه المشكلة منذ زمن بعيد وبسببها لم أتزوج حتى الآن، فما نصيحتكم؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك إلى أن تقترب من والدك وتزيد من برك له، واعلم أنه أحرص الناس على مصالحك وسوف يكون مسرورا جدا عندما تناقشه في أمور المنزل أو في أمورك الخاصة، ومن الضروري أن تعلم أن الحاجز الموجود وهمي ولا حقيقة له.

وكم تمنينا أن تتعرف على أسباب الخجل:
هل لقسوة الوالد أم لأنك مررت بتجارب لا تشجع؟ وعلى كل حال فإن معرفة السبب تزيل العجب، وتساعدنا في إصلاح الخلل والعطب.

وأرجو أن يكون للوالدة دور في كسر الحاجز، وذلك بدعوة الوالد للمبادرة وفتح أبواب الحوار معك، ولست أدري كم عمر الوالد؟ وما هي الوظيفة التي يعمل فيها؟ ولا شك أن الإجابة على التساؤلات المذكورة فيها عون على فهم نفسية الوالد والتعرف على مفاتيح شخصيته.

ولا مانع من طرح مسألة الزواج على والدتك أو أعمامك إذا كنت لا تفضل طرحها على الوالد، والوالدة تستطيع أن تعرف رد الفعل المتوقع من الوالد، وسوف يكون إيجابيا في الغالب، خاصة إذا لاحظ عليك علامات النضوج.

وأرجو أن يعلم كل شاب أن ثقة الأهل لا تمنح ولكنها تنتزع من خلال المواقف والتصرفات، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات، وأنت - ولله الحمد - على خير وواثق من نفسك، ومما يدل على ذلك هذا التواصل مع الموقع، بالإضافة إلى إدراكك للمشكلة، وهذه هي أول وأهم خطوات العلاج الصحيح، فتوجه إلى الله، واعلم أن قلب الوالد وقلوب العباد بيده يصرفها، فلا تتردد في الإقبال على الله، وأصلح ما بينك وبينه سبحانه يصلح لك ما بينك وبين الناس.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن الله وعد أهلها بتيسير الأمور فقال: (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ))[الطلاق:4]، وقال سبحانه: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))[الطلاق:2-3]، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات