موقف المغترب بين نقل أسرته إليه لراحته وتركهم لتكرار زيارتهم وزيارة والديه

0 303

السؤال

أنا متزوج ولي أبناء والحمد لله، وأعمل بدولة أخرى بعيدا عن أسرتي بوظيفة ودخل جيد والحمد لله، ولكن المشكلة أنني أريد أن تكون زوجتي وابني معي حيث إن ذلك حقي وحقهم علي، ولكني أريد أن أبقى على اتصال دائم مع والدي ووالدتي وأخواتي، حيث إن والدي -والحمد لله على كل حال- لا يستطيع الحركة، ولي ست أخوات من البنات في سن الزواج، حيث أريد أن أساعدهن وأعرف متطلباتهن وأبقى على رعايتهن ومعرفة متطلباتهن واحتياجاتهن، فهذا حقهن أيضا علي، ولكن هذا رزقي وعملي الذي قدره الله لي.

ماذا أفعل؟ هل تبقى زوجتي هناك وأذهب لهم على الأقل كل ستة أشهر، أو تقيم معي في محل إقامتي وعملي بالدولة الأخرى؟ وفي هذه الحالة لا أستطيع السفر لأسرتي إلا كل سنتين، حيث إن ذلك يكلفني الكثير من المال ودخلي لا يكفي، حيث أساعد أهلي وأسرتي براتب شهري من راتبي، أو أذهب ونعيش جميعا في بلدي وأبحث عن عمل هناك والله خير الرازقين، ماذا أفعل؟ أفيدونا أفادكم الله، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني حرصك على أداء كافة الحقوق، وأفرحني حرصك على القيام بالواجبات الملقاة على عاتقك، وأجد من نفسي ميلا إلى الاقتراح الذي سوف تذهب فيه ستة أشهر لزيارة أهلك والوفاء بحق والديك، وأرجو أن تتفهم زوجتك الوضع، كما أرجو أن يكون أهلك عونا لك على الوفاء بحق أسرتك الصغيرة، وإذا وجدت منك زوجتك التقدير والاحترام والعطف والاهتمام فإنها سوف تصبر، وأحسب أن هذا الظرف لن يدوم طويلا، وسوف يجعل الله لك فرجا ومخرجا.

فعليك بتقوى الله تعالى وكثرة الاستغفار، فإن الله سبحانه وعد من يتقيه بتيسير الأمور، فقال سبحانه: (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ))[الطلاق:4]، وقال سبحانه: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))[الطلاق:2-3] كما أن في الاستغفار فتح لأبواب الرزق، قال تعالى: (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ))[نوح:10-12].

ورغم أنه لم تتضح لنا مشاعر والديك ومشاعر زوجتك، إلا أننا نعتقد أن الجميع يتفهم الوضع، وننصحك بالاجتهاد في معرفة حقيقة مشاعر الجميع، ونبشرك بأن كل والد ووالدة يسعدهم أن يكون ولدهم سعيدا مع أسرته الصغيرة، ونسأل الله أن يسهل أمر والدك وأخواتك، وأن يرزقك بر والديك، ونبشرك بمزيد من التوفيق بسبب حرصك على رعاية والدك، فإن ثواب البر يكون في الدنيا توفيقا وفي الآخرة أجرا وثوابا، وسوف ترى في أبنائك هذا النموذج من البر بك، فبروا آباءكم تبركم أبناؤكم.

كما أرجو أن تشكر زوجتك على تشجيعها لك وعلى صبرها، ونسأل الله أن يجمع بينكم ويلم شملكم ويوفقكم لما يحبه ويرضاه، وهذه وصيتي لك بتقوى الله تعالى ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات