السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في الصف السادس العلمي، عمري 19 سنة، أضع مكياجا خفيفا جدا ثم أمسحه، ولكن يبقى له أثر خفيف جدا، ولدينا مدرسة قاسية جدا، وقد قالت إن التي تضع مكياجا سوف أحرجها في الاصطفاف، وأنا خائفة من ذلك، لكنني تعودت وأصبحت مدمنة على وضع مجرد بودرة خفيفة، ولا أعرف كيف أتعامل مع ذلك.
أرجو إرشادي دون أن تقترحوا علي تركه؛ لأنني أدمنت عليه رغم أن شكلي جميل، أرجو الرد بسرعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعك استشارات إسلام ويب، ونحب أن نذكرك أولا بأهمية حمد الله تعالى وشكره الذي حباك منظرا جميلا، ورزقك قدرا من الحسن والجمال، فشكر نعمة الله تعالى سبب للمزيد، وكفر النعمة سبب أكيد لزوالها وذهابها، وقد قال الله تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}.
ومن أهم مظاهر شكر النعمة: أن لا يستخدمها الإنسان في معصيته لله تعالى، ومن ثم فنحن نهيب بك أن تكوني حريصة على إرضاء الله تعالى الذي وهبك هذه النعم، وإذا فعلت ذلك فتيقني أنه سيزيدك إلى ما أنت فيه، وسيجعل لك قبولا ومحبة في قلوب خلقه.
ومما لا شك فيه أن الله تعالى لا يرضى أن تخرج الفتاة من بيتها متجملة متزينة، إذا كان سيقع عليها نظر أجنبي عنها أو سيحصل الافتتان بها، وجاءت الأحاديث النبوية وفيها التغليظ الشديد على المرأة إذا خرجت من بيتها متعطرة ليجد الرجال الأجانب ريحها، وكل هذا حفاظا على المرأة وعفتها وشرفها، وحفاظا على المجتمع من الوقوع في حمأة الرذائل، ومن هذا الباب ما يقوله كثير من فقهاء الإسلام من تحريم المرأة غير المتزوجة من وضع الزينة على وجهها، ولو لم يطلع عليها الأجانب، وإن كانت هذه المسألة محل خلاف بين العلماء، فأجاز بعضهم للمرأة أن تتزين إذا لم يطلع عليها أجنبي، ولم تخش الفتنة بها، وإن كانت غير متزوجة، لكن الرأي الآخر له حقه أيضا من النظر الصحيح ودرء أسباب الفتنة والفساد.
ولعل المدرسة التي تتوعد الطالبات بما ذكرت تنظر من هذا الجانب، فكان الواجب أن تشكر على حرصها، هذا بالإضافة إلى ما لها من حق على طالباتها فإن المعلمة بمنزلة الأم، ومن ثم فنحن ندعوك أولا إلى التوبة مما صدر منك من ألفاظ في حق معلمتك.
ونوصيك أن تجعلي من هذه الظروف التي تحيط بك من منع للمكياج، خطوة أولى في ترك هذا النوع من التزين، وتجاهدي نفسك لتحقيق ذلك.
ونحن ندرك أنه قد يكون ثقيلا على نفسك هذا في أول الأمر، لكنه سيزول عنك شيئا فشيئا؛ ومما يخفف عنك عناء هذه المجاهدة أن تتذكري أنك إن فعلت ذلك ابتغاء رضوان الله تعالى، فإنه سيثيبك على هذا، ويجعل لك محبة في قلوب الناس، فقد قال سبحانه: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، نسأل الله تعالى أن يوفقك للخير وأن يسدد خطاك.
وبالله التوفيق.