السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعيش حالة من القلق والحيرة بسبب اكتشافي مواقع إباحية على جهاز الحاسوب الخاص بنا، وللعلم أنا وزوجي فقط من يستخدم هذا الجهاز، ومما زاد من شكوكي هو أنه يتجنب الجلوس أمام الحاسوب عندما أخلد إلى النوم، بينما يقضي معظم نهاره خارج المنزل.
أما بالنسبة لعلاقتنا الزوجية الحميمة، فقد انقطعت تماما، ولا أنكر أنني كنت أدعوه للنوم معي في كثير من الأحيان، ولكنه كان يرفض في الغالب، ولقد نفد صبري، ولجأت إليكم طلبا للإرشاد والنصيحة.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك ثقتك بنا وحسن ظنك، ونسأل الله أن يوفقنا لتقديم أفضل ما نراه من رأي في مشكلتك.
نحن نقدر قلقك إزاء ما ظهر لك من حال زوجك وتغيره معك، وهي مشكلة تستحق البحث عن حل، ونرى أن حلها -إن شاء الله- يكمن في اتباع الخطوات التالية:
1. عدم إظهار اطلاعك لزوجك على ما رأيته في جهاز الحاسوب، وذلك لسببين:
* الأول: سيشعر بأنه تحت مراقبتك، مما قد يثير ضيقه واستياءه بحجة التجسس وتتبع خصوصياته، وقد يدفعه ذلك أيضا إلى محاولة إخفاء أفعاله عنك بشكل أكبر.
* الثاني: بقاء زوجك متخفيا بما يفعل وشعوره بالحياء منه أفضل من إظهاره والمجاهرة به؛ فإنه في الحالة الأولى قد يتركه بسهولة بخلاف الحالة الثانية.
2. بذل الجهد في رفع المستوى الإيماني لزوجك: الإيمان هو الرادع الحقيقي عن المعصية. حافظي على أداء الصلوات، وحثي زوجك على صلاة الجماعة في المسجد، وحاولي مشاركته في الاستماع إلى برامج دينية تذكره بالآخرة والحساب والجزاء والجنة والنار، وحاولي كذلك بناء علاقات أسرية مع الأسر الصالحة ليصاحب زوجك رجالا صالحين ويجالسهم.
3. عدم جعل فعل زوجك لهذه المعصية -إن تأكدت أنه الفاعل- مانعا للتودد وإظهار المحبة له؛ فكل إنسان بعد الأنبياء معرض للخطأ، لذا تجنبي تعنيفه أو إظهار بغضك له.
4. الاجتهاد في تجديد حياتك معه: جددي في طريقة تزينك له، وغيري ترتيب أمورك الخاصة كغرفتك وترتيبات بيتك، مع حسن التجمل والتبعل له، واستغلال أوقات سعادته وفراغه للجلوس معه والثناء على الجوانب الإيجابية فيه، وغير ذلك مما يقوي أسباب المحبة بينكما.
5. لا بأس بمصارحة زوجك بحاجتك إلى حقوقك في المعاشرة الجنسية، وبيني أن الدافع لذلك هو شدة حبك وتعلقك به، ولكن ليكن ذلك في الأوقات التي يكون فيها مستعدا للتجاوب مع طلبك.
6. التوجه الصادق إلى الله تعالى بالدعاء: ادعي الله بإخلاص أن يصلح لك زوجك، مع حسن الظن به سبحانه، فهو على كل شيء قدير.
نسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجك وسائر شؤونك، وبالله التوفيق.