أتهرب من موضوع الزواج بسبب قلقي وشعوري بالضعف الجنسي!

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب في الثالثة والثلاثين من عمري، أعزب، أنعم الله علي بالوظيفة وسعة في الرزق، ولكن أشعر دائما بالضيق والقلق، والسبب في ذلك هو شعوري بضعف جنسي؛ مما يجعلني أهرب من موضوع الزواج وأتملص منه خوفا من عدم قدرتي على إمتاع زوجتي، وأشعر أنني سأظلمها في ذلك.

المسألة أصبحت مقلقة ومرهقة لدرجة أفقدتني رغبتي في الحياة والعمل، وأفسدت علي طاعاتي وعبادتي لله.

أعرف معنى التوكل على الله، لكن المسألة مشتركة بيني وبين شريك حياتي الذي لا أريد أن أظلمه معي بسبب هذه العلة.

الرجاء إفادتي ونصحي سواء من الجانب الشرعي أو الطبي أو النفسي للموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله الذي أنعم عليك بكل هذه النعم، ونسأل الله تعالى أن يديمها عليك، وأن يجعلنا من الحامدين والشاكرين على هذه النعم، والجانب الذي يسبب لك القلق -وهو شعورك بالضعف الجنسي- بالطبع يحتاج إلى تقييم ويحتاج إلى تفاصيل أكثر.

وأنا من جانبي أقول لك: هذا الشعور من الواضح أنه شعور قلقي وسواسي، وسوف أوضح لك بعض الحقائق التي أعرف أنك مدرك لها، ولكني أريدك أنت تخضع نفسك للقياسات العلمية الطبية.

سيكون من الصواب ومن الجيد أن تقوم بإجراء فحص لهرمون الذكورة لديك، وهذا فحص بسيط ويسير، ويمكن أن تقوم به في أحد المختبرات الموجودة في منطقتك، وإذا اتضح أن مستوى هرمون الذكورة سليم فليس هنالك ما يدعوك أبدا للقلق في هذا السياق.

وهناك مقاسات بسيطة يمكن أيضا أن يعتمد عليها، وهي أن الرجل الذي يحدث له انتصاب مرة أو مرتين في الشهر عند الاستيقاظ من النوم، هذا يعتبر كافيا جدا من وجهة النظر الطبية، فأرجو أن تخضع نفسك لهذه المعايير البسيطة، وإن شاء الله تكون سليما من الناحية العضوية.

بقي أن أقول لك: إن الناحية النفسية القلقية، والتي تأخذ الطابع الوسواسي مزعجة، وأنا أقدر ذلك تماما؛ لأن الخوف من الفشل دائما هو الذي يولد الفشل في العلاقات الجنسية، وهنالك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول المقدرات الجنسية لدى الرجل، حيث إنها متفاوتة، وهي بالطبع أمر نسبي.

الذي أريد أن أنصحك به هو أن تسعى سعيا حثيثا لتجاهل هذا الموضوع، وإذا كانت الفحوصات العضوية سليمة، فيجب أن يكون ذلك مشجعا ودافعا لك من أجل بناء قناعات جديدة أنك سليم من الناحية الجنسية، وأريد أن أحتم وأركز على نقطة معينة وهي أن الإثارة الجنسية دائما مقترنة بالخيال الجنسي، وبالموقف الجنسي، بمعنى أن الإنسان حين يختلي بزوجته ويحس أن هذا الوضع فيه الكثير من الطمأنينة والخصوصية والستر، لا شك أن هذا يدفعه جنسيا.

فهذا هو الرابط والمؤشر الرئيسي الذي نراه كافيا أيضا للأداء الجنسي المتوازن، خاصة بالنسبة للإنسان الملتزم دينيا، لا يمكن أن يقيس مقدراته الجنسية الحقيقية إلا بعد أن يلتقي هذا اللقاء الشرعي مع زوجته.

وأريدك أن تتجاهل تماما فكرة أنك سوف تفشل، لأني كما ذكرت سابقا: الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، وعليك أن تعرف تماما أن الجنس دائما أخذ وعطاء ما بين الرجل والمرأة، فأرجو أن تتجاهل هذه الفكرة الوسواسية.

وإن غلبت عليك هذه الفكرة وأصبحت معيقة؛ فلا مانع من أن تتناول أحد الأدوية التي نعتبرها جيدة في علاج مثل هذه الحالات، والدواء يعرف تجاريا باسم (فافيرين، Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفوكسامين، Fluvoxamine)، هو دواء مضاد للقلق الوسواسي خاصة من هذا النوع، وجرعته المطلوبة هي خمسون مليجراما ليلا بعد الأكل، تناوله لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلا، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراما ليلا، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء ليس إدمانيا، وليس من صفته التعود، وهو من الأدوية المفيدة.

وأنصحك أيضا بممارسة الرياضة؛ فالرياضة تحسن من الأداء الجنسي، ومن نفس الوقت تحسن من مشاعر الإنسان حول هذا الأداء الجنسي.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ويجب أن تقدم على الزواج، فقط تأكد من الفحوصات العضوية، وأن تكون مستوفيا للشروط والمعايير البسيطة التي ذكرناها لك، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات