السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جعل الله ما تقدمونه في موازين حسناتكم.
عندي مشكلة، وأعتقد أنها بسيطة -بإذن الله- فأنا من النوع الذي يخاف فجأة، وتأتيني حالة منذ 9 أشهر، حالة تأتي على شكل دوخة عند التفكير بشيء أو لا شيء، وأنا إنسان عصبي ومتقلب المزاج، لكن أحيانا مع التجشؤ، أحس أن الأعراض تذهب، وما هو سبب الدوران الذي أعانيه فجأة بدون مقدمات؟ والإحساس بأني سوف أخرج ما في بطني، ولكن لا يخرج.
أرجوكم أفيدوني؛ لأني والله تعبت، والله تعالى هو المعين، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وسامحوني على الإطالة، وأنا من النوع الذي لا يحب أن يتكلم إذا كان به شيء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أعراضك يمكن أن تؤول على أنها ناتجة من التهاب في الأذن الداخلية، حيث إن جهاز التوازن يوجد حول هذه المنطقة، وحدوث أي التهاب، خاصة الالتهابات الفيروسية، أو أي اضطراب في الدورة الدموية، أو عدم توازن في السائل اللمفاوي، قد يؤدي إلى حدوث هذا الشعور المفاجئ بالدوخة والدوران الذي يأتي فجأة.
والاحتمال الثاني: هو أنك تعاني مما يعرف بنوبات الهلع، أو نوبات الهرع، وهذه أيضا قد تكون مفاجئة جدا، وقد تأتي في شكل خوف شديد، وبعض الناس قد يأتيهم شعور لحظي بأنهم سيموتون في الحال، وربما تكون هنالك أعراض جسدية أخرى، مثل: تسارع في ضربات القلب، أو التعرق، أو حتى الرجفة، والأعراض ليس من الضروري أن تكون موجودة كاملة، ففي بعض الحالات نجد هذه الأعراض موجودة بصورة جزئية ومتفاوتة، وفي بعضها تكون الأعراض مكتملة تماما.
الذي أنصحك به هو أن تذهب وتقابل طبيب الأنف والأذن والحنجرة، ليقوم بفحصك فحصا دقيقا وكاملا وشاملا، وإذا اتضح أنه يوجد أي نوع من الالتهاب في جهاز التوازن الذي يعرف بـ (labyrinth) أو التهاب في الأذن، قطعا سيقوم الطبيب بإعطائك العلاج اللازم.
هنالك دواء شائع الاستعمال في مثل هذه الحالات، يعرف تجاريا باسم (بيتاسيرك betaserc) ويعرف علميا باسم (بيتاهيستين ثنائي الهيدروكلوريد betahistine dihydrochloride)، هذا الدواء يحسن كثيرا من أعراض الدوران التي يكون منشؤها الأذن الداخلية، أو جهاز التوازن كما ذكرنا، وجرعة البيتاسيرك هي ثمانية مليجرامات صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم ترفع إلى ستة عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم تخفض إلى ثمانية مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهر مثلا، والجرعة القصوى هي ثمانية وأربعون مليجراما في اليوم، وهذا الأمر أريدك أن تتركه ليقرر فيه طبيب الأنف والأذن والحنجرة، لا أريدك أن تذهب إلى الصيدلاني وتحصل على الدواء في هذه المرحلة.
الجانب الآخر وهو الجانب النفسي -أي نوبات الهلع- إذا أكد لك الطبيب أن الأذن الداخلية وجهاز التوازن لا يوجد بهما أي نوع من العلل، أو الأمراض التي قد تفسر هذه الأعراض، فهنا يكون السبب هو نوبات الهلع والهرع، وهذه تعالج بدواء يعرف تجاريا باسم (سيبرالكس، cipralex) ويعرف علميا باسم (إسيتالوبرام escitalopram) وجرعة البداية تكون 10مليجرامات يوميا، يفضل تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى 10 مليجرامات يوميا لمدة شهرين، ثم إلى 5 مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
هنالك دواء آخر نستعمله كدواء مساعد، يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل، dogmatil) ويعرف علميا باسم (سولبيريد، sulipride)، أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجراما -أي كبسولة واحدة- في اليوم في الصباح لمدة شهرين، هذا إذا اتضح أنه لا يوجد أي سبب عضوي يفسر هذه الأعراض.
الحلول موجودة على النطاق الطبي، وكذلك على النطاق النفسي، ولا تنزعج أبدا، عش حياتك بأمل وقوة ورجاء، وكن فاعلا، وتواصل اجتماعيا، ويجب أن تركز على دراستك، فأنت في هذه المرحلة المهمة جدا من عمرك، لا بد أن تزود نفسك بالعلم، وعليك بتقوى الله والصلاة مع الجماعة، وتلاوة القرآن والذكر، وأنصحك بصفة خاصة بأن تمارس الرياضة، فهي -إن شاء الله- ذات عائد علاجي إيجابي كبير جدا.
ختاما: نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.