كيف أتغلب على نوبات الاكتئاب والوسواس واضطراب النوم؟

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي الأول: تأتيني نوبات بدون سبب، ضيقة واكتئاب، وفقدان شهية ووسواس، وأحيانا ألم بالمعدة، أجريت منظارا وتبين وجود التهاب بسيط، وقال لي الطبيب: هذا الالتهاب لا يسبب هذه الأعراض، وتناول دواء (بروزاك، Prozac) لكن هذه النوبات -ولله الحمد- تذهب ولا تطول، وإذا ذهبت -سبحان الله- أرجع طبيعيا، فلم أستخدم أي علاج، فهل هناك علاج مؤقت لهذه النوبات إذا جاءت؟

السؤال الثاني: أعاني من اضطراب في النوم منذ سنة، وإذا استخدمت الـ (تربتيزول، Tryptizol) أرتاح، وأود استخدام الـ (أنافرانيل، Anafranil) حيث تأتيني موجات وسواس تضغط على مخي، فأصمد لها وتذهب -ولله الحمد-.

فما توجيهكم لي؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلابد أن نربط بين أعراض الضيقة، وفقدان الشهية التي تأتيك، واضطراب النوم، فهذه كلها تدل فعلا على وجود حالة اكتئابية، ونسأل الله تعالى أن تكون من الحالات البسيطة.

يعرف أن الاكتئاب كثيرا ما يكون مصحوبا بالقلق، والقلق قد يؤدي إلى أعراض جسدية، خاصة اضطرابات الجهاز الهضمي، وهذا يجعلني أفسر أن اضطراب المعدة الذي تعاني منه، هو جزء من هذه الأعراض التي سببها لك القلق، أما الوساوس التي تعاني منها، فأنت لم توضح طبيعتها، ولكن من الواضح أنها من النوع الثانوي البسيط، والوسواس أيضا يأتي ضمن أمراض القلق.

العلاج الدوائي لا شك أنه سوف يفيدك، ويفيدك كثيرا في كل هذه الأعراض، ومقترحك باستعمال (أنفرانيل، Anafranil) مقترح جيد وممتاز، والأنفرانيل هو في الأصل مضاد للاكتئاب والقلق النفسي، وفوق ذلك هو مضاد للوساوس القهرية، ومحسن للنوم، وفاتح للشهية أيضا، فإن شاء الله من خلال هذا الدواء، يمكنك التغلب على معظم الأعراض، أو لنقل: كل الأعراض التي تشتكي منها.

نصيحتي لك هي أن تبدأ بتناول أنفرانيل بجرعة خمسة وعشرين مليجراما، تناولها ليلا، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى خمسين مليجراما، تناولها أيضا كجرعة واحدة ليلا، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما، وفي رأيي هذه هي الجرعة العلاجية المعقولة في حالتك، ويجب أن تستمر على جرعة الخمسة وسبعين مليجراما، لمدة لا تقل عن ستة أشهر، بعد ذلك لا مانع من أن تخفض الجرعة إلى خمسين مليجراما مثلا، لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة وعشرين مليجراما لمدة ستة أشهر أيضا، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

جرعة خمسة وسبعين مليجراما التي نصحناك بها تعتبر جرعة وسطية أو أقل من الوسطية؛ حيث إن أنفرانيل يمكن أن يتم تناوله حتى مائتي مليجرام في اليوم، ولكن لا أرى أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة، وقصدنا أن تكون الجرعة متدرجة، وذلك حتى لا تعاني من الآثار الجانبية التي قد يسببها أنفرانيل، والتي تتمثل بالشعور بالجفاف في الفم، والثقل في العينين، وربما إمساك بسيط، فالتدرج في الجرعة -إن شاء الله- لن يجعلك تعاني من هذه الأعراض، وإن ظهرت لديك فسوف تكون في الأيام الأولى فقط، فأرجو أن لا تنزعج لها أبدا.

بجانب العلاج الدوائي، أنت مطالب بأن تكون إيجابيا في تفكيرك، الاكتئاب يجعل الإنسان يستقبل أفكارا تشاؤمية وأفكارا مشوهة، تؤثر على الصورة النفسية والهيكلة النفسية للإنسان، ولكن الإنسان حين يحقر هذه الأفكار ويقابلها بأفكار إيجابية مخالفة لها تماما، هذا يساعد فيما نسميه بالتغيير المعرفي الإيجابي، وهذا من أفضل أنواع علاج الاكتئاب.

بجانب ذلك، لا شك أن إدارة الوقت بصورة جيدة، مفيدة للإنسان وتجعله يحس بالرضا، كما أن ممارسة الرياضة من المتطلبات التي تعالج القلق والاكتئاب، ولا شك أن الرياضة تحسن النوم بصورة ممتازة جدا.

إذا الأفضل لك أن تتناول أنفرانيل، ولا داعي لعلاجات مؤقتة، وهذه العلاجات المؤقتة كثيرة، ولكنها تعالج الأعراض ولا تعالج الأمراض، فمثلا البعض يستعمل (زاناكس، Xanax) في حالة القلق الشديد والخوف، وهنالك دواء آخر يعرف باسم (إندرال، Inderal)، وهنالك دواء (دوجماتيل، Dogmatil)، وأيضا (فلوناكسول، Fluanxol) من الأدوية الجيدة التي نستعملها في حالات القلق الوقتي، ولكن في حالتك أعتقد أن الأنفرانيل سوف يكون كافيا لعلاج حالتك بصورة أفضل وأكثر علمية.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات